الأقنعة تواجه الضمير العالمي

يمثل أسلوب تبادل الأدوار منهجاً تقليدياً في إدارة التحالفات بين الدول¡ ففي مناسبة معينة يتمسك الطرف الأول بموقفه¡ في حين يمتص الطرف الآخر ردود الأفعال بموقف مغاير يحول الأنظار عن القضية الأساس¡ وهكذا تدور العجلة بتغيير الأدوار بين الحلفاء في مناسبات أخرى.
هذا الأسلوب ظهر بوضوح أمس عندما بادرت روسيا لاتخاذ موقف يتسق مع سياساتها المعلنة في دعم نظام الأسد الوحشي¡ حيث بررت جريمة الحرب التي ارتكبها النظام من خلال استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً في مجزرة خان شيخون¡ والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين من أبناء الشعب السوري¡ وهو الموقف المتوقع من موسكو التي استخدمت حق النقض لإبطال العديد من القرارات الدولية التي تدين جرائم النظام السوري في حق شعبه.
وفي الطرف الآخر اتخذ النظام الإيراني موقفاً أصبح هو محور الجدل لإبعاد العالم عن القضية الأساسية¡ فقد خرج المتحدث باسم الخارجية الإيرانية¡ معلناً إدانة بلاده "لأي استخدام للأسلحة الكيماوية بغض النظر عن من استخدمها ومن هم الضحايا"¡ والأغرب في هذا الإعلان أنه اختتم بعرض للمساعدة في علاج الضحايا!.
الجانب الإنساني¡ والضمير العالمي تجاه هذه المذبحة يستدعي محاكمة الأسد ونظامه كمجرمي حرب¡ فالعالم يعي تماماً ما تريده موسكو في الملف السوري¡ وما تسعى إليه طهران على الأرض السورية.
وفي النهاية¡ لا يعكس تبادل الأدوار بأي حالٍ من الأحوال الحقيقة كاملة¡ فمتى كانت إيران تهتم بحقوق الإنسان وخاصة الإنسان السوري الذي لم تكتفِ بتزويد الأسد بآلة قتله¡ بل أرسلت مرتزقتها للمشاركة في إبادته!¡ وهل تعرف البشرية أكثر إجراماً من نظام الملالي الذي يدعي استعداده لعلاج ضحايا نجوا في مرات سابقة من بطشه¿!.




إضغط هنا لقراءة المزيد...