رسالة إلى ابني..

من أجمل ما قرأت من العبارات المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي رسالة تقول: "الأب هو الرجل الوحيد في العالم الذي يأخذ من نفسه لعيطيك.. قد لا يكون أعطاك كل ما تمناه لكن تأكد أنه أعطاك كل ما يملك".. وحيث أن هذا الكلام قد لامس مشاعري كأب فإنني أوجهه لابني.
والأبناء.. يحتاجون للرعاية والتربية منذُ الصغر فهم أمانة في الأعناق¡ ولذا لا نستغرب حرص الوالدين على تربيتهم¡ والتضحية من أجلهم¡ وربما يعتقد البعض أن تربية الأبناء في الصغر من الأمور السهلة لكنها كالنقش في الحجر.. فيجب أن نهتم بهم كثيراً¡ ونحثهم على دروب الخير والصلاح¡ وغرس المبادئ السليمة في نفوسهم¡ حتى نجني الثمار الصالحة والمفيدة.
أما بالنسبة لتربية الأبناء عندما يتخطون مراحل الطفولة فإنها من الأمور الحساسة التي تتطلب التعامل الفطن¡ ومراعاة ما يتطلبونه من الاحتياجات التي يجب أن نقدّمها لهم بكل اتزان وعقلانية حتى لا يجذبهم الغير خاصة من رفقاء السوء -أبعدهم الله-.
وعندما يكبر الأبناء فإن الأمر يزداد صعوبة لكن يبقى التوفيق والسداد من رب العالمين¡ وهناك أسباب أوجدها رب العزّة والجلالة منها: القرب من الأبناء¡ ومعرفة ماذا يجول في عقولهم¡ ومن يرافقون¡ وما هي رغباتهم.. فالقرب من الأبناء في جميع المراحل أمر مطلوب.
وفي مرحلة كبر الأبناء من المُهم مصاحبتهم¡ والقرب منهم أكثر¡ ومن مشاعرهم¡ ومن تفكيرهم¡ ومن أصحابهم¡ ولن يتم ذلك إلا بالتعامل الحسن والملاطفة¡ والصّبر¡ وقد يواجه الوالدان ما يحدث من صعاب أو مشقة لكنها تظل من أمور التضحية في سبيل استقامة الأبناء.
وهذه رسالة إلى ابني.. إن نعمة الله تعدّ ولا تحصى قال الله تعالى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)¡ فما أعطاك الله من نعمة اجعلها قوةً لك في إيمانك¡ وعملاً للخير¡ وردعاً للشر.
رسالة إلى ابني.. الاستقامة خير طريق إلى دروب الخير¡ ولا يعرف قيمتها إلا من جرّبها فهي المعين بعد الله -عزوجل- على تخطي العقبات والصعاب في دروب الحياة.
رسالة إلى ابني.. احرص على ألا تتسبب في دمعة غالية من دموع والديك.. وكن ممن يتسبب في إسعادهم¡ وإدخال البهجة والسرور عليهم.. حماك الله من كل الشرور¡ ورضي الله عليك كما أنت ترضي والديك¡ وأدعو لك بالحياة السعيدة والهانئة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...