د. العوّاد.. الله يعينك (1-2)

في حروب الجيل الرابع وما بعدها¡ يبقى الإعلام سلاحاً خطيراً علينا أن نعي كيفية استثماره والتعامل معه بالشكل الذي يخدم الأجندة الوطنية ويؤسس لخطاب عقلاني وواعٍ يرسم كلماته دون إثارة وتهويل¡ وفي الوقت نفسه دون تجاهل أو تهوين.
وإذا كان إعلامنا السعودي¡ يمر بالاختبار الأصعب في الوقت الراهن نظراً للتحديات الكبيرة التي نواجهها محلياً وإقليمياً ودولياً¡ ألا يجب أن نعترف أنه ما زالت لدينا خطوات وقدرات أكثر يجب استغلالها والتعامل بها في هذه المواجهة المصيرية¡ واعتماد مفردات غير تقليدية تواكب عصر العولمة وتتزامن أيضاً مع المتغيرات الوطنية¡ دون أن نظل نغرد خارج السرب أو نكتفي بمخاطبة بعضنا البعض.
ولا أعتقد أن هناك من ينكر التطورات الكبيرة التي نجحت وزارة الإعلام في تحقيقها¡ حتى وإن بدت ضئيلة قياساً بحجم التحدي¡ وتحتاج هذه الخطوات لقفزات متسارعة وواثقة تعزز الخطاب السعودي محلياً وعالمياً بتضافر كل الكفاءات والجهود للتماشي مع المأمول والمنتظر تحقيقه¡ كمصلحة وطنية عليا¡ لا يجب أبداً التخاذل فيها.
صحيح أن الإعلام الرسمي أو الحكومي -كما يُقال- يعاني في مختلف دول العالم¡ نظراً للمنافسة الشرسة من قبل الإعلام الخاص بأمواله وإمكانياته¡ ولكن هذا لا يعني أبداً الركون لهذه المعادلة واتخاذها ذريعة لتبرير انصراف غالبية المشاهدين أو القراء عن الإعلام الرسمي للدولة¡ أي دولة في عالمنا العربي مثلاً¿ ولكن ما بالنا ونحن في المملكة أقوى اقتصاد عربي والأكثر إمكانيات ولا تنقصنا أبداً الكفاءات¡ ولا الاستراتيجيات نحو اعتماد خطاب إعلامي جديد شكلاً وموضوعاً¡ يبتعد عن التقليدية والروتينية¡ ويكون لسان الوطن القوي بمواجهة كل الهجمات الشرسة أو المقننة ومخاطبة العالم بعقليته من ناحية¡ وصوت الإنجاز المعبر عن واقع حياتنا ونهضتنا.. بكل مهنية وحرفية.
والمنطق يفترض أنه إذا كنا نستبشر خيراً بمعالي وزير الإعلام الجديد الدكتور عواد العواد¡ الذي لا أشك لحظة أنه سيحمل هذا الهمّ بشكل مباشر على عاتقه¡ ويؤسس لمرحلة جديدة من مراحل إعلامنا السعودي المتطور عبر كل المؤسسات والمحاور¡ فإن علينا ألا نهيل التراب على جهود سابقة لوزراء اجتهدوا وفق إمكانياتهم وتصوراتهم¡ ولو لم يوفقوا فليس هذا معناه هدم كل شيء¡ ولكن أن نؤسس لاستكمال وتطوير ما هو صالح بشكل إيجابي.. حتى لا نبدو وكأننا ندور في الفراغ.
وأعتقد أن معالي وزير الإعلام الجديد¡ سيجيِّر خبرته الدبلوماسية وخاصة في بعض العواصم الغربية¡ لنفض الرتابة والتقليد في إعلامناº وفق معطيات العصر واللغة الإعلامية الحديثة¡ والتعامل بواقعية واحترافية مع كل التهديدات¡ استناداً لمخزون اجتماعي وقيمي تحتاج فقط لمن ينفض عنها الغبار.. وكان الله في عون د. العواد في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...