الشاعر وثقافة المجتمع

http://www.qatarat.com/ تأثر الشعر منذ القدم بثقافة المجتمع وأعرافه وتقاليده. والعرب شعوب حريصة على الأعراف والتقاليد بقدر ماهي مؤثرة في ثقافتها السائدة والتي تعتبر لديهم منذ العصر الجاهلي أطر يسير عليها المجتمع والقبيلة ومع مرور الوقت تغيرت هذه الثقافات وقد تكون في الاتجاه سلبا وقد تكون ايجابا مثل بعض العادات السليمة التي عززها الاسلام. ومن تلك الثقافة كان الشاعر العربي لا يخجل منذ ذكر اسم محبوبته أو أخته أو أمه في مقدمة القصيدة ويعتبر ذلك تشريفا لقصيدته ووسم فخر لها كون المجتمع الذي يعيش فيه الشاعر لاينتقد هذا الأسلوب ومن أمثلة ذلك قول عنتر بن شداد:
يادار عبلة بالجــــواء تكلمي
وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
فالشاعر هنا ذكر اسم محبوبته عبله وفي بقية الأبيات ذكر صفاتها الجماليه. وفي عصر صدر الاسلام لم يكن ذكر اسم المرأة مستعابا ولكن جاءت فترات بعد ذلك سادت فيها ثقافة عدم ذكر اسم المرأة سواء كانت أماً أو أختاً أو محبوبة واعتبروا ذلك من ثقافة العيب لدى المجتمع وكان الشاعر هو الأكثر تأثرا بذلك كونه يحتاج لذكر الاسماء لوسم قصيدته وأجبرته العادات على الاستعاضة بمسمى مشتق من مصدر يخفي الاسم في باطنه ومن قول الشاعر (ياهيه) كناية واستعاضة عن ذكر الاسم إلا أن ظروف الحالة التي تعيشها القبيلة تخلق نوعا من التجاوزات التي تخرج عن العادات ومن ذلك حالة الحرب والتي تذكر فيها العزاوي باسم الاخت لذا اجيز للشاعر أن يذكرها في جانب مدح القبيلة وفرسانها. لقد وقع الشاعر في حيرة من ذكر اسم المحبوبة في قصيدته وكانت مفردة ياهيه هي المخرج الذي يعوض عن ذكر الاسم ويتماشى مع العادات يقول الشاعر محمد بن فطيس:
ياهيه التفت لي واسمع دعاي لك ياهيه
ترى عادك بتشبع من البعد وتواجه
ويقول الشاعر شقير الجذع في مقدمة قصيدة بدأت بياهيه:
ياهيه ياللي عليك الروح ولهانه
لاتجرح القلب وتصعب مطاليبه
ويبقى الشاعر ابن بيئته يتأثر بعاداتها وتقاليدها سواء كانت ايجابية او غير مقبولة منطقيا ولكن تبقى ثقافة العيب المبنية في بعض الأحيان على عادات وتقاليد تكونت لدى المجتمع ولكن الشاعر له دور أيضا في تغيير بعض الثقافات والعادات التي تعود بنا الى عصور الجهل.




http://www.alriyadh.com/1593882]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]