ما يُحسب مع الشعر أو عليه

http://www.qatarat.com/ أرى أن الإبداع في الشعر النبطي يقل عنه في الشعر الفصيح. أو لنقل يجنح إلى الخيال غير المعقول. قال شاعر شعبي مادحاً:
يا مرحبا بك عد ما سارت خْطاك . وهو يعلم أن الممدوح يركب سيارة في جميع حركاته¡ ولا "يخطو". لذا هو لم يعطه المدح الدقيق. لأن الترحيب بعدد الخطى والممدوح لا يذهب ماشياً لأقل المشاوير.
وقال آخر: عد ما هلّ وبلٍ من غمامه. ونتفق أن الوبل يقل في منطقة شاعر النبطي هذا (نجد) فهو لم يُكثر الترحيب. أو كما قال شاعر محاورة مرحّباً بخصمه: هلا يا مرحبا بك عدّ هتاف الهماليلِ (ى) . والحضور لا يجهلون ندرة المطر في أكثر بقاع جزيرة العرب..
لا أعرف بيتا نبطياً جاءنا ليقول: عدد ما حميتْ الأرض في هجير الظهيرة.
وأخذتني "اللقافة" فأردتُ أن أكتب تغريدة معايدة لصديق أعرف أنه مُتيّم بالشعر الشعبي فكتبتُ:
عيدك مْبارك عدّ ما رفرف الطير
واعْداد ما شاف الملا طاش ماطاش
وفي الفصحى تأتي أبيات شعرية كذلك لشعراء مشهورين تشتمل على كذب لكنه غير ممجوج¡ أما لطرافته أو لمكانة قائله. وأميل إلى الاعتقاد بأن أغلب هواة الشعر وقارئيه ورواته وحافظيه لديه الذوق والحس المرهف الذي يمرر الوصف ولو أنه مجاف للحقيقة¡ أو فيه غلوّ كقول المتنبي:
كفى بجسمي نحولا أنني رجلٌ
لولا مخاطبتي إياك لم ترني
وللحطيئة جرول بن أوس العبسي¡ في الأدب العربي الذي درسناه في الثانوية¡ ولا يزال يُدرّس صورة هزلية¡ لا لشخصه فقط¡ بل لشعره أيضاً¡ فلا يكاد يذكر اسم الحطيئة إلا وتقفز إلى الذهن كل معالم الشخصية الغاضبة. ومع ذلك فإن له صورة أخرى في مخيلة عشاق القصيد تتألق بالجمال والعذوبة.




http://www.alriyadh.com/1593894]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]