زمن السِّيرة

http://www.qatarat.com/ في الوقت الأخير وفي زمن الرواية كما أشار أحد الناقدين حيث توجه كثرة من الكاتبين إلى إنتاج روايات تكاثرت على القارئين والناقدين والمتابعين¡ برزت على سطح الساحة الكتابية العربية كُتب السيرة والذكريات التي تتحدث عن مشوار حياة كاتبيها¡ ويهمني تناول ما كتب في الداخل وهو كثير. وما اطلعت عليه وهو يسير من هذا الكثير يكفي أن أقول أنه ينبئ عن أن (زمن السيرة الذاتية) قد دق أوتاده ونصب خيمته الواسعة¡ وعلق لافتته المشيرة إليها.
في وقت قصير جداً توالت كتب السيرة لكتّاب ومسؤولين لهم مكانتهم في الحياة والمجتمع¡ وكذلك المستوى الثقافي المتقدم الذي يغري المتلقي بأن يعرف عن حياة كاتبه¡ ولو حاولت أن أحصي الكتب لما استطعت لكون ما كتب كثير¡ وما اطلعت عليه هو القليل منه¡ وما شدّني هو الداعي إلى هذه الكتابة¡ وأن أقول إنه زمن السيرة¡ ففي العام الماضي كان -مع عدم ذكر الألقاب الرسمية- كتاب علي النعيمي (من البادية إلى عالم النفط)¡ و (من مكتب «كاتيا» إلى سنة أولى حصار) د. سعيد فالح الغامدي¡ في هذا العام (رحلة على هامة التحدي) د. ساعد العرابي الحارثي¡ ثم (سنوات الجوف - ذكريات جيل) د. عبدالواحد خالد الحميد¡ واستلمت مؤخراً (بين منزلتين) د. عبدالمحسن القحطاني وهو في مقدمة ما سأقرأ قادماً.
هذه الكتب تضمنت في تخطيطها على أن كل كاتب منهم بدأ كتابه من حياة الطفولة وما عانى من التعب والنصب الذي يتلاشى بالتدريج عند مرحلة الشباب وما بعدها¡ حيث تتضح الملامح بتحديد الهدف المراد الوصول إليه¡ ثم البذل من الجهد والسعي قدر الإمكان لتحقيقه¡ وهو ما حصل للكتّاب الذين ذكرت عناوين كتبهم¡ حيث تمكنوا من الوصول إلى مراكز رسمية مهمة بعد تمكنهم من إدراك لهدف بواسطة التدرج الثقافي المتواصل الذي كان بسبب الإصرار على التحصيل العلمي¡ ومن ثم التكثيف والترسيخ فيه¡ والحصول على الدرجات العلمية العالية.
بعد حياة المشقات في الصغر تحققت الأماني في الكبر¡ وفي ذلك دروس مفيدة للأجيال عن حياة من سبقهم¡ وفيها إنارة وتوجيه مرتكزه على أن النجاح حليف من حدد هدفه وسعى إلى تحقيقه بالوسائل الكفيلة بذلك وأهمها الإصرار والصبر مع الجد والاجتهاد.
لي وقفة مع كل كتاب من هذه الكتب على حدة في القادم بإذن الله..
نبض*
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا
(*أحمد شوقي)




http://www.alriyadh.com/1664165]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]