محاكمة العمالقة

http://www.qatarat.com/ «سنرفع قضايا على شركات مثل غوغل وأبل لممارسات تجارية غير قانونية».
بهذا التصريح يفاجئ وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لوميير العالم الاقتصادي¡ مؤكداً بأن فرنسا جادة في سعيها لمتابعة ومحاكمة العمالقة Gafam¡ والمقصود بهذ الاختصار الشركات العملاقة مثل Google¡ Apple¡ Facebook¡ Amazon¡ Microsoft¡ uber¡ airb&b¡ netflex ومثيلاتها.
هذه الشركات التي تتشكل في الفضاء المعلوماتي في منأى من هيمنة الدول وقوانينها¡ وخصوصاً قانون الضرائب وقانون حماية الخصوصية الفردية وسرية المعلومات.
والتساؤلات التي تثير زوبعة في العالم الآن هو¡ «هل تفوق تلك الشركات في قوتها قوة الدول¿ وهل مثل تلك التشكيلات الاقتصادية هي دول في العالم الافتراضي وستشكل القوى العظمى التي ستحكم العالم¿ وهل ستنجح هذه القوى حيث فشلت القوى التقليدية في الهيمنة على الفرد والتحكم بمفردات حياته¿ هل ستشكل ديكتاتورية تفوق الديكتاتوريات التقليدية¿»
تساؤلات تجعل الدول مثل فرنسا والاتحاد الأوروبي وقبلهم الولايات المتحدة تسارع للملمة صفوفها ومحاولة مطاردة هذا التشكيل الذي نذهب للافتراض بكونه تشكيلاً خارجاً بعض الشيء عن القانون¡ إجراءات مبدئية لم تتشكل بوضوح بعد تلجأ لها قوى الواقع الأرضي وذلك بوضع القوانين التي تُخضع ذلك المارق لأنظمتها الضريبية خاصة¡ وذلك كما صرح رئيس الاتحاد الأوروبي ووزير الاقتصاد الفرنسي بأنهم سيجبرون تلك العمالقة على التصريح بمكاسبها ودفع نسبة من أرباحها الطائلة لتلك الدول. مداخيل بأرقام خرافية تتطاير في فضاء الإنترنت وتصب مباشرة لحسابات العمالقة من جيب المستهلك الذي تغريه الأسعار المنافسة والخدمة المتميزة غير عابئة بتأثير ذلك التبادل على الشركات الأرضية¡ شركات الواقع التي تنهكها القوانين البيروقراطية وتكاليف الانتاج والإدارة والصيانة الباهظة والضرائب¡ تتساقط شركات الواقع بينما تتضخم العمالقة لما لانهاية¡ وتأخذ تخوض في كل مجالات الإنتاج والخدمات وليس آخرها المنافسة في المجال البنكي¡ حيث ترتعد البنوك لخبر إقدام جوجل وأبل على تشكيل بنوك بلاشك ستستقطب المستثمر العالمي وتسحب البساط من تحت أقدام الأنظمة البنكية التقليدية.
عالم جديد يسفر يوماً وراء يوم عن وجهه وهيمنته التي تتحدى كل الحدود. والسؤال الآن: هل ستنجح الحدود بالإطباق على العالم الافتراضي¿ أم سنخضع تدريجياً لأولئك العمالقة ونترك لها تشكيل عقولنا وأذواقنا ملغية الواقع تماماً¡ أم ستنجح في إثبات وجودها التشكيلات البديلة الصغيرة مثل آليات البحث الفرنسية Qwant¡ والتي تقدم خدماتها المعلوماتية دون جمع بيانات عن المستخدم تمكنها من الهيمنة عليه وتشكيله¿ حلول بلا آخر تتحدى العقلية البشرية التي لن تكف عن الحراك مادامت الحياة على الأرض.




http://www.alriyadh.com/1673151]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]