مدام تشايكوفسكي

http://www.qatarat.com/ في فبراير 1920 تم إنقاذ امرأة روسية (تدعى مدام تشايكوفسكي) حاولت الانتحار غرقاً في إحدى قنوات برلين¡ وبعد صمت طويل قررت الكشف عن هويتها وقالت: إنها ابنة القيصر الروسي نيوقولاي الثاني¡ وإنها انتشلت من بين جثث الأسرة القيصرية¡ وسلمت لإحدى العربات الزراعية التي انطلقت بها إلى رومانيا. وفي رومانيا تزوجت من رجل يدعى تشايكوفسكي وأنجبت منه طفلاً¡ إلا أن زوجها سرعان ما قتل وأصابها فقر شديد¡ فهربت لبرلين لإيداع طفلها في دار للأيتام ثم ذهبت لتنتحر!
وقبل ذلك بعامين تقريباً اقتحم الثوار الروس المعتقل الخاص بالقيصر نيقولاي ألكسندر وقتلوا كامل أسرته في 16 يوليو 1918.. وعلى الفور توفي القيصر وزوجته وابنه وثلاث من بناته¡ أما الابنة «الصغرى أينستازيا» فظلت على قيد الحياة رغم إصابتها الخطيرة في الرأس¡ ويبدو أن أحد الجنود تنبه لذلك أثناء الاستعداد لدفن الجثث فـرق لحالها وأخفاها عن الأنظار¡ وحين سمعت بذلك السلطات الشيوعية بدأت في تنظيم أكبر حملة تفتيش في تاريخ روسيا الحديثة للبحث عن أينستازيا.. ولكن بعد سنتين أصبحت على قناعة بأن أينستازيا - حتى وإن نجت من المجزرة - فلا بد أنها ماتت متأثرة بإصابتها!
وبعد خروجها من المصحة أعطت وصفاً دقيقاً للمقر الملكي وأقرباء القيصر نيوقولاي وهواياتهم الشخصية.. ولكن.. رغم أنها تعرفت على صورة البارونة إيزابو كسهوفرن (جدتها) إلا أن البارونة لم تتعرف عليها الأمر الذي خفف من مصداقيتها.. وبين مصدق ومكذب اتفق في النهاية أقرباء القيصر على إصدار بيان جماعي رفضوا فيه الاعتراف بأينستازيا - أو مدام تشايكوفسكي. وحين أسقط في يدها هاجرت العام 1974 إلى الولايات المتحدة حيث توفيت هناك (في العام 1984) وهي مصرة على موقفها!!
وبعد وفاتها خف الاهتمام بقصتها حتى العام 1992 حين اكتشفت في روسيا جثث الأسرة المالكةº ففي غابات الأورال خارج مدينة كاترينبيرغ اكتشفت رفات تسعة أشخاص اتضح أنها للقيصر نيوقولاي ألكسندر وزوجته وثلاث من بناتها وطبيب القصر وثلاثة من الخدم. ونتيجة لتقدم التقنية الوراثية وافق ثلاثة من أقرباء الأسرة القيصرية في بريطانيا (من بينهم الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث البريطانية والحفيد الأكبر لشقيقة القيصر ألكسندر) على التبرع بعينات من دمائهم لمساعدة العلماء على المقارنة بينهم وبين البصمات الوراثية المستخرجة من الهياكل المكتشفة.. وبالفعل أثبتت نتيجة التحليل تطابق المورثات¡ وتأكد فعلاً أن الرفات المكتشفة تعود للأسرة القيصرية التي حكمت روسيا طوال 300 عام!!
أما لغز أينستازيا فما زال قائماً لأن المشكلة لم تكن التأكد من رفات أسرة القيصر¡ بل في عدم العثور أصلاً على رفات ابنته الصغرى في القبر..




http://www.alriyadh.com/1694330]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]