احتفال أم احتفاء بالوطن¿

http://www.qatarat.com/ في إحدى الفعاليات المقامة بمناسبة الذكرى الوطنية الثامنة والثمانين¡ والتي كانت برعاية سمو أمير منطقة الرياض¡ كان الحضور جمعاً غفيراً¡ سواء مِمّن لبّى الدعوة الخاصة أو العامة. ولأن في مثل هذه المناسبات يعزف السلام الملكي فقد ظل سمو راعي الحفل واقفاً احتراماً لذلك¡ ووقف عدد من الحضور لذات السبب.
إلا أن ما لفت استنكاري أن بعض الحضور لم يبالِ بالمعزوفة التي تكمن أهميتها في رمزيتها للوطن¡ لم يقفوا¡ بل ربما كانوا يرون أن التقاط الصور أو تسجيل فيديو لملء صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بأنشطتهم العشوائية أهم وأجدر.
أرى بتصوري أن هؤلاء محتفلين ولكنهم ليسوا محتفين بالوطن¡ فالاحتفال هو أن تقيم حفلاً أو أن تشارك به لفرحك الشخصي ومسرتك الخاصة وللترويح عن نفسك. أما الاحتفاء فهو شعور جميل وعميق يملي عليك انفعالات وسلوكيات واخلاقيات تشبهه¡ أما الحفاوة بالوطن فهي أن تتضمنه قائمة أمنياتك¡ أن تشعر بمسؤولية تمثيله¡ أن تحسن له قولاً وعملاً¡ أن تكون محبته إحدى القيم التي تربي صغارك عليها.
الاحتفاء أن تحافظ على أناقة ونظافة المكان الذي استضاف بهجتك¡ أن تحترم الأنظمة وتطبق القوانين في مكان الاحتفالية¡ أن تساعد في انسيابية حركة المرور في ذلك اليوم.
حب الوطن هو شعور وعاطفة سامية تجعلك ترقص جذلاً في عيده تطربك أغانيه¡ أن يفيض السرور من ناظريك على ما يعمه من سلام واستقرار ورخاء وأمن.
يقول الصادق النيهوم: «العيد الحقيقي ليس هو اليوم الذي تحدده مؤسسة ما في شهر ما¡ بل هو كل يوم يفتح المواطن عينيه في وطن يعمه السلام والعدل والنعمة معاً¡ إنه عيد له فرحة ملموسة في أرض الواقع¡ ليس مجرد مناسبة تاريخية»¡ وليس مجرد احتفالية عابرة وإجازة سنوية. السعودية لن تكون إلا بك¡ وما تريدها أن تكون عليه يبدأ من عندك.




http://www.alriyadh.com/1706910]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]