هل هو مجرد ماس في عمود إنارة¿!

http://www.qatarat.com/ تطالعنا الأخبار المحزنة من وقت لآخر بحوادث لها علاقة بالجودة والسلامة والصيانة الوقائية¡ فمرة طفل يموت بصعق كهربائي من عمود إنارة في شارع عام¡ وأخرى تبتلعه فتحة تصريف صحي¡ ناهيك عن حوادث الحرائق الناتجة من سوء التوصيلات الكهربائية والأخطار الناتجة عن تركيبها بالغلط أو الإهمال والغشامة.. وكما شاهدنا وسمعنا عن البيوت المضروبة التي يشتريها المستهلك وبمجرد أن يسكنها تتداعى يوماً بعد يوم سواء بالتهريبات أو بحرائق التوصيلات الداخلية التي في الأصل ركبت بالغلط إلى جانب سوء جودتها.
الموضوع ليس بجديد¡ وكلنا يعلم أين الخلل وأين تكمن المشكلة.. فعلى مدى تاريخ طويل من الكتابة وكتاب الرأي يحذرون فيه من العمالة غير الماهرة التي نطلق عليها فنية¡ وهي في الحقيقة ليست فنية ولا تعلم «كوعها من بوعها» في عالم الصيانة والتركيبات والجودة والسلامة¡ وأغلبهم يعمل في بيوتنا ومنشآتنا الحكومية والخاصة¡ وأغلبهم مثل الجوكر سباك وكهربائي ومصلح مكيفات في وقت واحد¡ وكثير من شركات التشغيل والصيانة تستخدمهمº لأنهم أقل تكلفة ويعملون كل شيء وبأي مواد وبأي تكلفة.. أما موضوع الجودة والسلامة فهذا آخر ما يفهمونه أو يفكرون فيه لأنه يتطلب شهادات وتأهيلاً مهنياً وقياساً واختبارات وإجراءات.
اليوم إذا عدنا إلى أصل المشكلة - وخاصة ما يتعلق بشركات التشغيل والصيانة وشركات الإنشاءات أو المقاولات - نجد أن تصنيفها من حيث جودة ومهارة العمال فيها¡ وخاصة عمال الكهرباء والسباكة وصيانة المكيفات¡ قد يكون متدنياً جداً إذا طبقنا عليهم المعايير الدولية في الجودة والسلامة والتصنيف المهني¡ وهذه في الحقيقة أصل المشكلة¡ لذلك نجد مشروعاتنا وخاصة التي تنفذها بعض الشركات الوطنية¡ ما تلبث أن تهرم في السنة الأولى لها¡ وتظهر عليها المشكلات الفنية التي تتولاها بعد ذلك شركات صيانة وتشغيل هي أشبه ما يكون بشركات استقدام وتشغيل¡ عمالها عشوائية وغير ماهرة إلى جانب ضعف الرقابة الفنية الحكومية.. وهذه الحلقة من العبث سيكون بالتالي المتضرر منها المواطن وتدني مستوى الخدمة.
اليوم نحن بحاجة إلى التكرار والتنبيه لما ذكرنا في مواقف عدة حول الأهمية البالغة للفحص المهني للعمالة والقضاء على عشوائية توظيفهم¡ والبدء بتأسيس شركات حكومية للتشغيل والصيانة¡ وأخرى لتطبيق معايير الجودة والسلامة¡ واستلام المشروعات وفحصها وخاصة المشروعات الحكومية¡ ويا ليت الأجهزة الرقابية تخرج من دائرة ردة الفعل إلى المبادرة قبل أن يقع الفأس بالرأس.




http://www.alriyadh.com/1709184]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]