محاضرات نوبل

http://www.qatarat.com/ يحتاج المتخصص في أي علم أن يكون له قراءات ومطالعات وربما مشاركات في علوم وفنون أخرى¡ والبعض يرى أن ذلكº لدفع الملل عن النفس الذي ينتج عن القراءة المستمرة في مجال التخصص أما أنا فأرى أنه ربما تكون تلك فائدة متحققةº لكن ليست هي الفائدة الأهم.
إن القراءة في غير مجال التخصص تعطيك أداة من خارج الصندوق لتكون أكثر فناً وإبداعاً في مجال تخصصك¡ من خلال فهم مسائله¡ واقتراح حلول لمشكلاته¡ وأيضاً تتيح لك قدرة للتعبير عنه: "سلاسة في العبارة¡ وقدرة لتوصيل المعلومة وشرحها".
قد يظن البعض أن هذا التقرير نتيجة الانفتاح الثقافي والعلمي¡ بيد أن الأمر ليس كذلكº إنه في عمق تراثنا¡ وتقريرات أسلافنا¡ وعلى سبيل المثال اقرأ هذا النص لحافظ المشرق ومؤرخ بغداد الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463هـ يقول عن ما يحتاج إليه الفقيه من مطالعات¡ وهل ذلك يقتصر على فنه أو يتوسع إلى ما شاء الله من فنون¿
يقول: واعلم أن العلوم كلها أبازير الفقه¡ وليس دون الفقه علم إلا وصاحبه يحتاج إلى دون ما يحتاج إليه الفقيهº لأن الفقيه يحتاج أن يتعلق بطرف من معرفة كل شيء من أمور الدنيا والآخرة.
فلاحظ عبارة الخطيب البغدادي¡ وكيف يطالب الفقيه أن يكون على اطلاع واسع جداً!
وأهمية المطالعة في غير مجال التخصص ليس مقتصراً فقط على تخصص الفقه أو الشريعة¡ بل ذلك شامل لكل التخصصات¡ فمتلازمة التخصص -إن صح التعبير- ستصيب كل شخص يقتصر -فقط- على تخصصه ولذلك قال العالم البيولوجي "توماس هكسلي": حاول أن تتعلم شيئاً واحداً عن كل شيء¡ وكل شيء عن شيء واحد.
وبين يدي وأنا أكتب هذا المقال كتاب بعنوان: "محاضرات نوبل" وهو كتاب يحوي محاضرات جائزة نوبل في الأدب التي ألقاها أعلام الأدب على امتداد عشرين عاماً (من 1986م حتى 2005م).
وتجد في هذه المحاضرات أنواعاً من التفكير والتأمل والسياحة العقلية¡ من هارولد بنتي وحديثه عن الحقيقة في الفن والسياسة إلى نادين غورديمير وحديثها عن ما يمكن أن يصنعه الأدب في صياغة العالم.
وبينما يرى بورخيس وظيفة الأدب: استكشاف العالم جمالياً. يرى جاو كسينفجيان: أن الأدب يسمح للمرء بالحفاظ على وعيه الإنساني.




http://www.alriyadh.com/1720368]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]