-
قصة حقل شيبة
http://www.qatarat.com/ في العام 1419هـ بدأت المملكة في إنتاج النفط من حقل شيبة بعد مرور ثلاثة عقود على اكتشافه. يقول أحد خبراء النفط عن حقل شيبة معبراً عن جودته: تكاد تصب زيته في خزان وقود سيارتك مباشرة. كان يعتور إنتاج النفط من حقل شيبة عدد من الصعوبات¡ حيث يتطلب الحفر أفقياً لاستخراجه¡ إضافة إلى الحاجة إلى بناء بنية تحتية خاصة به نظراً لموقعه النائي في جنوب شرق المملكة في الربع الخالي. وعندما حان الوقت المناسب¡ قررت أرامكو الاعتماد الذاتي في تنفيذه من توفير البنية التحتية والحفر أفقياً دون الاستعانة بخدمات عدد من الشركات العالمية التي قدرت أن المشروع سيستغرق تنفيذه خمس سنوات. ورغم الصعوبات التي تحيط بالمشروع إلا أن المشروع نفذ فعلاً¡ وعكس التوقعات¡ فقد استغرق إنجازه سنتين وبتكلفة لا تتجاوز النصف.
إن قرار رئيس أرامكو آنذاك م. علي النعيمي بتنفيذ المشروع ذاتياً مع العلم بالتحديات التي تحيط بالمشروع يمثل جرأة في اتخاذ القرار¡ أثبت من خلالها أن هذه الجرأة كانت قراراً محسوباً وثقة لم تأتِ من فراغ. ففي المؤسسات التي يرتفع فيها مستوى النضج¡ يكون القيادي على رأس الهرم على وعي بقدرات مؤسسته وعياً كاملاً. ففي مستويات النضج التي سبق أن عرضتها في المقال السابق¡ سنجد أن المستويات العليا من النضج تتطلب وجود قدرات على اتخاذ القرار بناء على بيانات ميدانية تتدفق ضمن إطار واسع للحوكمة يشمل جميع مستويات المؤسسة. نتيجة لذلك¡ يتوفر لدى قائد المؤسسة وطاقمه المساند معلومات كافية لمساندة القرارات الاستراتيجية التي يتطلب اتخاذها في أي وقت من عمر الشركة وتحت أي ظرف. سيعرف قائد المؤسسة معدلات الإنتاجية¡ معدلات الأعطال المفاجئة¡ عدد المشروعات التي أنجزت ونسبة ما أنجز منها حسب الخطة¡ ونسبة ما أنجز متأخراً¡ إلى غير ذلك من المعلومات التي تختصر جميع تعقيدات مؤسسة ضخمة مثل أرامكو.
إن أهمية تحقيق مستويات عليا للنضج اليوم¡ هو تمكين القائد من معرفة قدرات مؤسسته جيداً¡ ليس بناء على انطباعات ذاتية¡ بل على مشاهدات تستند إلى أدلة موضوعية. عند ذلك¡ سيبدو لغير المطلع على أسرار الشركة أن متخذ القرار يمارس نوعاً من المجازفة اعتماداً على عزيمة فريق التنفيذ الذي سيختاره للمهمة¡ أملاً في أن يؤدي رفع مستوى التحدي إلى تحقيق المعجزات. إنما الواقع يقول غير ذلك¡ فقرار مثل هذا لا يترك لاحتمالات النجاح والفشل¡ إنما تؤخذ في الحسبان التصورات الواقعية لقدرات المؤسسة بعيداً عن الأمنيات الكاذبة.
http://www.alriyadh.com/1720565]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]