التهديد الحشري

http://www.qatarat.com/ من أشهر ألعاب الحاسب ستاركرافت¡ لعبة استراتيجية فيها ثلاث أمم متصارعة¡ فهناك البشر بما لديهم من تقنية وقنابل نووية ورشاشات. الأمة الثانية "بروتوس"¡ مخلوقات عاقلة وصلت لتقنية عظيمة كالتنقل عبر الزمن ودمج كائنات حية في كائن واحد قوي¡ ورغم أن أعدادهم قليلة إلا أنهم يعوضون هذا بأسلحة بالغة التطور¡ وأما الشعب الثالث فهو "زيرغ"¡ كائنات حشرية حيوانية لا تعتمد على التفوق النوعي كالبروتوس بل العددي¡ تتكاثر بغزارة مهولة وتهاجم بجيوش جرارة¡ وإذا أبادها البشر بالقنابل أو البروتوس بمدافع الجاذبية فإنهم سرعان ما يتكاثرون ويرسلون جيوشاً ضخمة من كائنات تشبه الزنابير والنمل والعناكب والعقارب¡ ورغم الفرق الشاسع في التقنية بين شعب الحشرات البهيمي وبين البشر والبروتوس إلا أن الكائنات العاقلة تخشى الزيرغ بسبب كثرتهم وشراستهم.
من الحقائق المدهشة قدرة الكائنات على التأقلم¡ فمثلاً البشر في المناطق الساخنة أكثر عرضة للسمرة لأنها أصدُّ للشمس¡ والكائنات القاطنة أعماق المحيطات اكتسبت مقاومة الضغط حتى نزلت لدَرَكات تُعجِز الغواصات¡ والبكتيريا فكت شفرة المضادات الحيوية¡ ومن أعظم النعم تَطوُّر جهاز المناعة البشري ليقاوم الأمراض والسموم¡ فلدغة بسيطة من عقرب أو أفعى قد لا تقتل لكنها تلقح الجسم¡ ولن يكون للثانية نفس التأثير. الملاريا أبادت مئات الملايين¡ لكن سكان المناطق الموبوءة مناعتهم تقاومها.
إلا أنه من النعم الأخرى أن الحشرات يُعجزها أن تتطور لتزداد حجماً¡ وإلا هل تتخيل حياتنا لو كان ذلك¿ يقول أحد علماء الغرب: "لم توجد قط حشرة أطول من بضع بوصات¡ ولم يطل جناح حشرة إلا قليلاً¡ وبفضل تكوين الحشرات وطريقة تنفسها استحال وجود حشرة ضخمة. هذا منعها السيطرة على العالم¡ ولولا ذلك لما أمكن استمرار عيش الإنسان".
وهذا يبعث التأمل في ما يمكن أن يحدث لو كان هذا صحيحاً: هل تتخيل المصيبة لو كانت النملة بحجم علبة مشروب غازي¿ من سيتصدى لجيش كهذا¿ ماذا لو كانت الفئران بحجم القطط¿ بعوض بحجم الذئاب¿ ذباب كالحصان¿
أي حضارة بشرية ستستمر¿
الحمد لله الذي قيّدها¡ وإلا رأينا ما يماثل اجتياحات جيوش زيرغ المرعبة!




http://www.alriyadh.com/1742606]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]