ناقة في صحراء أميركا

http://www.qatarat.com/ كانت الناقة ولا تزال معشوقة للعرب والأفارقة وأي أمة استوطنت الصحراء¡ فقدراتها جبارة وتكاد تكون وصفاً من الخيال¡ فلو أنني قلت لك أن تتخيل آلة تعيش في الصحراء القاتلة وتتحمل الحرارة والبرودة والجفاف ولا تريد إلا بعض الصيانة المتقطعة¡ وتلبث 40 سنة¿ ستكذّب هذا الكلام! لكن هكذا الإبل¡ هذه الكائنات المدهشة¡ وذكرها الرحالة البريطاني ويفلريد ثيسغر والذي قضى 5 سنين مع بدو الربع الخالي وتعجب من صمود الإبل على ظروف الصحراء والتي عاش قسوتها الرهيبة بنفسه¡ ووصف علاقة البدو معها وكيف يعطفون عليها¡ ليس فقط لأنها الفرق بين الحياة والموت – خاصة وأن الربع الخالي بؤرة هلاك – بل قال: لاحظتُ رابطاً عاطفياً حقيقياً بينهم وبين الإبل. ويصف تعاملهم الحاني معها وأنها لا تؤذَى¡ وكان مع مجموعته ذات مرة ورأوا شخصاً لا يعرفونه يضرب ناقته فنزلوا غاضبين وضربوه ووبّخوه.
الغربيون عموماً يسخرون من الإبل وغيرها على أنها كائنات عفا عليها الدهر بعد قدوم تقنية المواصلات الحديثة¡ لكن إذا اقتربوا من الصحراء عرفوا قيمتها كما فعل ويلفريد¡ وكما فعل أحد رؤساء أميركا! ففي 1855م كان رئيس المستقبل جيفرسون ديفس وزير الحرب يطلب من الكونغرس دفع 30 ألف دولار (850 ألف دولار اليوم) لاستيراد جمال للاستخدام العسكري¡ وعلى غرابة الفكرة واستنكار البعض لها إلا أنه أقنعهم¡ لأنه رأى أنها أصبر في الغرب الصحراوي الأميركي وأقدر من الخيل والبغال التي لم يعرفوا غيرها¡ فاشتروا 78 من مصر واليونان وتونس وتركيا¡ وصفّوها وألبسوها عدتها وسط ضحكات السخرية المكتومة¡ وما هو إلا قليل حتى تحولت الضحكات إلى انبهار¡ فقد أظهرت الإبل قدراتها العجيبة¡ وارتفعت الحواجب مدهوشة لما حملت الإبل من المؤن شيئاً لم يتخيلوه (قرابة نصف طن للبعير)¡ وتمضي أياماً وأسابيع لا تشرب¡ تمشي أسرع من الخيل¡ وتأكل نبات الصحراء الجاف الذي لا تقترب حتى منه الكائنات الأخرى.
وقد طلبوا من الكونغرس شراء 1000 من الإبل¡ لكن وقعت الحرب الأميركية الأهلية فأشغلتهم عن المشروع ونُسي¡ وأما الوزير ديفس فمن شدة إعجابه بها ترجم هو وزوجته كتاباً عن الإبل من اللغة الفرنسية¡ واستمر يحبها ما عاش.




http://www.alriyadh.com/1754260]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]