المؤشرات وإدارة التغيير

http://www.qatarat.com/ الأمثلة التي عرضت في هذه الزاوية حتى الآن تشير إلى نوعين من المؤشرات¡ مؤشرات تنمو تدريجيا¡ ومؤشرات تنمو تصاعديا. التحدي الذي يواجهنا ليس في المؤشرات التي تنمو تدريجيا¡ فهي مؤشرات سهلة المراقبة وفهمها ميسور¡ إنما التحدي في المؤشرات التي تنمو تصاعديا. والتحدي في المؤشرات التي تنمو تصاعديا أو تراكميا أو لاخطيا¡ هو عدم إدراك ما ستؤول إليه الأمور عند متابعة المؤشر. فكما في مثال مستعمرة البكتيريا¡ فإن المراقب لنمو البكتيريا سيجد صعوبة في توقع ما سيحدث في آخر خمس دقائق قبل امتلاء الحاوية. فمن أسباب عدم القدرة على التنبؤ بما سيحدث هو الاعتماد على وسائل تقليدية في تحليل المؤشر. فبالنظر وحدهº أي النظر بالعين المجردة¡ لا يستطيع المراقب ملاحظة النمو المتصاعد الذي يحدث تحت السطح. وإن أدرك ما يحدث¡ فسيجد صعوبة في إقناع الآخرين بذلك.
إن مراقبة المؤشرات ودراستها ترتبطان بإدارة التغيير على نحو كبير. لذا فإن نتيجة دراسة المؤشر ومتابعتها لا بد أن تؤدي إلى تغيير ما في المؤسسة¡ إما ببقاء الأمر على ما هو عليه¡ وإما بتغييرهº لذلك سيجد من يتابع مؤشر النمو التصاعدي¡ إذا لم يُفهم جيدا¡ صعوبة في إقناع الآخرين بضرورة التغيير لمواجهة ما سيحدث مستقبلا. ففي حالة اعتماد مؤسسة ما عددا من المؤشرات¡ فإن من المتوقع إدراك أهمية كل مؤشر ودوره في عمليات اتخاذ القرار¡ لكن ما سنجده في كثير من الحالات أن ما يرصده المتابع مؤشرات بسيطة وغير مركبة ذات نمو تدريجي¡ ولا تستدعي حاجة إلى تغيير كبير. إنما المؤشرات التي يمكن أن يغفل عنها¡ هي المؤشرات التي تنمو تصاعديا وتستدعي تغييرا كبيرا¡ فإنها غالبا لا ترصد. وسنجد أمثلة كثيرة من النوعين¡ إلا أن المثال الأبرز من المؤشرات التي يغفل عنها هي مؤشرات الأمراض الوبائية. فالأمراض الوبائية تتبع مثال نمو مستعمرة البكتيريا¡ فالوباء ينمو محليا حتى ينتشر فيصبح خبرا تتناقله وكالات الأنباء.
إن رصد المؤشرات لا ينتهي عند معرفة المؤشر الذي يراد قياسه¡ أو ما يتطلب فعله عند وصوله إلى حد معين¡ إنما في القدرة على جمع المعلومات في الوقت المناسب. فمن المؤشرات التي لا تغيب عن أي حديث اقتصادي¡ مؤشر الناتج المحلي. ومع وضوح آلية حساب الناتج المحلي نظريا¡ إلا أن جمع المعلومات لمراقبته بكفاءة عالية يمثل تحديا كبيرا¡ فإذا انتشر وباء في منطقة ما مثلا¡ فإنه يدل على الفشل في رصده مبكراº لذا فإن من طبيعة النمو التصاعدي تفاقم المشكلة في وقت وجيز¡ ما يتطلب وجود مؤشر لرصده. إن مثال مراقبة مستعمرة البكتيريا يصلح رمزا لحالات كثيرة يتطلب رصدها آليات دقيقة¡ ويؤدي إغفالها إلى نتائج خطيرة.




http://www.alriyadh.com/1756346]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]