ذاكرة (2)

http://www.qatarat.com/ من الكوت إلى العدامة
يعيدني صديقي المهندس محمد الحمام في لقاء أخير به عن تلك الحيوية المبكرة التي جمعتنا لعباً بكرة القدم أو الخط على جدران الحارة أو الرسم¡ كنا تقريباً في الصف الرابع إلى الخامس الابتدائي¡ وبعض الأعمال والرسوم التي اشتغلتها حينها لم تغب عن ذاكرتي¡ لعل أبرزها تخطيطي لأخي الأصغر (محمد) بقلم الرصاص. أستعيدها ليلة شتائية على ضوء خافت في دار نسميه (الشرقي) وفي حضرة والديّ¡ لم تكن المرحلة الابتدائية لتمر إلا وقد تعرفت على أنواع الخطوط العربية الأشهر¡ فالكتابات التي تعتلي الأماكن التجارية ومخطوطة باحترافية أو بموهبة بسيطة¡ مساحات للتأمل والتعلم¡ كنت مبكراً أميز بين مستويات الخطاطين (رجب وعبدالوهاب¡ وآخرين)¡ كانا الأكثر انتشاراً بين الخطاطين في الأحساء.
كانت المدرسة المجال الأهم للتعلم¡ فكتبت بعض العبارات التوجيهية والحكم على سبورة المدرسة التي يتم إشغالها كل يوم بآية كريمة¡ أو حديث شريف أو بحكمة أو قول مأثور¡ كنت الكاتب أحياناً وفق إمكاناتي البسيطة¡ كنت أكتب بعض الصحف الحائطية وعناوينها¡ وقبل ذلك تصميمها ورسم خطوطها وبعض ما تحتاجه من إيضاحات¡ كانت ألواني بسيطة¡ أحياناً المائية وأحياناً الأقلام وغالباً الأقلام المائية¡ في المرحلة المتوسطة لم تكن الحال بعيدة عن شكل الطموح والتفكير¡ انتقلت أسرتي إلى الدمام 1969¡ فكانت البدايات التالية لي في الفن عندما تلقفني معلمي مساعد الغرامي - حفظه الله - منذ الصف الثاني المتوسط¡ وأخذ يوفر لي ولزميلي عبدالله الجبالي في الصف الثالث الخامات اللازمة ويعلمنا كيف نحضر أدواتنا وألواننا الزيتية وقماش الرسم¡ كنا نرسم في الفترة المسائية¡ خلاف أوقات حصص التربية الفنية وأحياناً الرياضية¡ لم يكن في خلدنا غير الرسم الذي كاد يشغلني عن الدراسة.




http://www.alriyadh.com/1763008]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]