لا تترك أثرًا

http://www.qatarat.com/ Leave no trace
فيلم أميركي للمخرجة ديبرا غرانيك¡ مأخوذ من رواية للكاتب بيتر روك¡
فيلم يمس روحك¡ غاية في العمق والشجن¡ هذه الأفلام التي لا ترتفع فيها الأصوات¡ ولا يتكسر فيها الأثاث¡ لا صراخ¡ لا ضجيج¡ الضجيج يحدث فقط داخلك وأنت تشاهد هذه النوعية من الأفلام.
الحكاية عن أب وابنته¡ يعيشان في الغابات والحدائق العامة¡ ينتقلون بشكل مستمر من مكان لمكان حتى لا يكتشف وجودهم أحد¡ يختبئون من الناس¡ هذا اختيار الأب الذي كان جنديًا في السابق¡ من هنا نفهم¡ أو نخمن¡ أنه يختار العزلة على الناس. يختار العيش في الغابة على الحضارة التي رأى ماذا تصنع وكيف أرغمته على خوض حرب لا تعني له شيئًا. كل هذا نخمنهº لأن الأب لا يتحدث كثيرًا. مثقف¡ علم ابنته بنفسه¡ أوصلها إلى مستوى يفوق من في سنها بدون الذهاب إلى المدرسة. لكن¡ كما تقول الاختصاصية الاجتماعية¡ المدرسة ليست فقط لتلقي العلم¡ لكن أيضًا للاختلاط مع الأقران.
يحدث ما يخشاه الأب ويتم اكتشافهم¡ ولأن المدنية تقضي ألا يعيش إنسان بهذه الطريقة¡ خصوصا حين تكون له بنت مراهقة¡ تتخذ الإجراءات لكي يتم إسكانهم في مكان ملائم¡ ويضطر الأب إلى العمل في قطع الأشجار وتهذيبها لبيعها لزينة أعياد الميلاد. ولا يستطيع. تشعر كم هي روحه تتسرب من بين يديه وهو يؤدي هذا العمل.
لكن ابنته¡ القوية التي يحبها¡ ورباها على المفاهيم التي يؤمن بها¡ تكتشف شيئًا آخر¡ تكتشف أنها تحب الاختلاط بالناس¡ تحب أن تتحدث إلى شاب في سنها¡ يدعوها إلى حضور اجتماع خاص بمجموعة تعنى بتربية الأرانب.
لم تكن الابنة مقتنعة تمامًا حين هربوا من الحياة المريحة للسير في الأدغال¡ لكنه أبوها الذي تحبه. أبوها الذي رعاها ورباها وعلمها كل شيء في الحياةº لذا تستجيب مرة أخرى لكنها كبرت الآن¡ وعاشت بعض حضارة تعرف أنها ليست شرًا كلها. وحين تضطر إلى الاستعانة بغرباء يعيشون فيما يشبه مخيم قاطرات. تقترب من الطيبة والرحمة في الإنسان¡ تقرر أنها تريد العيش هناك.
وحين يقرر الأب الرحيل¡ تقول له أعرف أنك لا تستطيع البقاء. لكن.
الحكاية كما رويتها لا توصل شيئًا. كمية المشاعر القوية والصاخبة التي تشعر بها وأنت تشاهد الفيلم أمر لا يمكن لي أن أصفه. قدرة توم الابنة على تجسيد الشخصية أيضًا شيء لا يمكن وصفه. لا يمكن سوى مشاهدته. الأب¡ ضعفه وقوته معًا. المخرجة عبقرية. قالت كل ما تود أن تقول¡ بدون تصريح. قادتنا إلى الإمساك بالضعف¡ الحيرة¡ العذاب¡ التغير.. بدون صخب¡ فقط بتتبع هذين الاثنين قليلي الكلام.




http://www.alriyadh.com/1769194]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]