ذاكرة 4الكاميرا والصورة

http://www.qatarat.com/ مبكرا كانت تشدني الصورة الفوتوغرافية¡ اشتريت كاميرا بخمسة ريالات عندما كنت في الصف الثالث من المرحلة المتوسطة¡ لا تحتاج مثل تلك الكاميرات إلى معرفة تقنية¡ فيكفي تركيب فيلمها الأسود والابيض جيدا لتلتقط صورك¡ لم تكن النتائج جيدة لبساطة الامكانية¡ في البداية كان التركيز محليا وبين افراد الأسرة لكن الرغبة والموهبة كبرت¡ ومعها تغيرت الكاميرا¡ وبدأت في التقاط صور خارجية من بعض المواقع التي كان لديّ إحساس باندثارها خاصة في الاحساء¡ كانت اهتماماتي في الرسم تتفوق على التصوير لكني كنت اختزل من ذاكرة الصورة في علاقتي بها وبالمكان¡ كنت مهتما بتوثيق مظاهر آيلة للاندثار والمحو¡ تمثل هذه الاماكن ركنا او زاوية في بيت والدي او اسرتي أو مع اخواني واقاربي أو اصدقائي أو أماكني الاحسائية القديمة¡ وأماكن مررت بها كالمساجد او القصور التراثية¡ أو أماكن عرفتها من قريب كمنازل العائلة.
كانت الصور مزدحمة في مخيلتي عندما بدأت الرسم في المرحلة المتوسطة¡ وكانت معظم رسوماتي تستعيد مشاهد منطقتي الكبيرة (الاحساء)¡ خاصة حي الكوت بجمال المشهد والمكان الذي ارتبطت به¡ كما كانت النخيل وبعض التشكيلات الزخرفية التي كنت اراها في منسوجات اهل البادية الذين يبيعونها في أسواق الاحساء الكبرى او من خلال حضور بعضهم اليومي لبيع بعض المنتوجات الغذائية والمصنوعات اليدوية. كانت بعض شوارع الهفوف تتسمى بالمهن الغالبة فهناك شارع الحدادين او الحداديد¡ أو النجارين¡ أو الدهن¡ أما سوق القيصرية فموضوع اخر بكل تفاصيله¡ كانت البيئة الريفية والمدنية والبدوية تلتقي في مكان واحد وسوق واحد (الخميس)¡ فكان غنىً بصريا¡ ومحطا لكل ما هو اجمل من مصنوعات يدوية¡ ونتاج رسم تلك العلاقة بين أبناء المدينة.




http://www.alriyadh.com/1769412]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]