خسروا هوتشي فهُزِموا

http://www.qatarat.com/ في أواخر الحرب العالمية الثانية عام 1945م أنزلت الطائرات الأميركية مظليين في غابات آسيا المطيرة لمساعدة مقاومة مسلحة ثارت من أهل المنطقة ضد الاحتلال الياباني¡ ورأى الجند الأميركان زعيم المقاومة شبه هالك من مرض الزحار والملاريا¡ وقال الطبيب: هذا الرجل سيموت قريباً. لكن أعطاه عناية طبية رغم ذلك¡ وتماثل الزعيم للشفاء واسمه هوتشي من¡ وعرفاناً منه وافق على تزويدهم بالمعلومات وإنقاذ الطيارين الجرحى مقابل أسلحة وذخيرة.
طلب الفريق الأميركي من القيادة الاستمرار في دعم هؤلاء المقاومين لكن الحكومة تجاهلت ذلك¡ بعدها حاول هوتشي وطلب من الرئيس هاري ترومان دعم حركته المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي لكنه رفض لأنه لم يحب سياسات هوتشي¡ ويا له من خطأ! فقد استمر هوتشي في حرب العصابات ضد الغزاة الفرنسيين وكبدهم خسائر كبيرة¡ واتبع هوتشي الأيديولوجية الشيوعية التي بدأت تنتشر¡ وهي أكبر عدو للحضارة الغربية آنذاك¡ ورأى الأميركان الهزيمة الفرنسية وشيكة فدعموهم ضد هوتشي¡ وزاد الدعم الأميركي تدريجياً¡ وقلق الأميركان لما ألحقت المقاومة الفيتنامية هزيمة ساحقة بالفرنسيين عام 1954م جعلت فرنسا تستسلم وتفر بلا رجعة¡ وبما أن الأميركان لديهم ذعر من الشيوعية رأوا وجوب تدمير المقاومة التي قادها هوتشي¡ فصار الدعم غزواً كاملاً لهذه البلاد التي لا شك أنك عرفتها الآن: فيتنام. اسم يرتبط بالعار والخزي في أميركا¡ صبوا فيه على الفيتناميين في الستينات الميلادية جبالاً من القنابل والأسلحة الكيميائية والنابالم والنار والدمار ورغم ذلك فشلوا أن يهزموهم¡ وتكبدوا أكثر من 60 ألف قتيل¡ وانسحبوا بعد أن هزمهم فلاحون فقيرون ليس عندهم عشر معشار التقنية والجبروت الأميركي¡ وتنفس الفيتناميون الصعداء أخيراً بعد أن قهروا إمبراطوريتين غازيتين.
وبما أن الحياة كثيراً ما تكون أعجب مما نتوقع¡ خذ هذه الحقيقة المدهشة: قبل أن يصير هوتشي عدو أميركا الأول في الحرب¡ كان في شبابه يعمل منظف طاولات في مطعم في مدينة بوستن الأميركية!




http://www.alriyadh.com/1770108]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]