فلنعلمهم كيف يتعلمون!

http://www.qatarat.com/ كثيرًا ما يحب التربويون البيروقراطيون تعقيد النظام التعليمي بإضافة متطلبات جديدة¡ وفرض أنظمة جديدة¡ وإجبار المجتمعات على طاعتهم واتباع قواعدهم¡ ولكنهم فشلوا تمامًا في خلق وتهيئة الظروف المناسبة للابتكار الحقيقي¡ أو القضاء على المحتوى التعليمي القديم أو بالأصح الأنموذج التعليمي السائد.
وفي هذا النوع من التعليم¡ أصبح المعلمون مطالبين بتغطية مزيد من المقرر الدراسي¡ والاستمرار في تغذية "شبح" الاختبارات الذي لا يشبع أبدًا بل أسفًا.
في التعليم الحديث من المفترض أن تكون المواد الدراسية والمحتوى وسائل "فقط" لتمكين الطلاب من إحراز التقدم في "المهارات الأساسية"¡ مع اتخاذ خطوات مناسبة للتأكد من أن كل طالب قد بلغ مستوى معينًا من المعرفة بالمحتويات المهمة في المقررات الدراسية.
قد تبدو تلك الأهداف حلمًا صعب التحقيق¡ ولكن واجنر وسميث صاحبا كتاب "إعداد طلاب عصر الابتكار.. تعليم قائم على المهارات لا المحاضرات" وجدا أثناء زيارتهما لعدد من المدارس العالمية نتائج مذهلة¡ راعت فيها الجوانب الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية.
فكان أهم ما يثير الاهتمام في تلك المدارس هو أن مبادئها التوجيهية تستند جميعًا إلى إشراك الطلاب في "التحديات" التي تتوافق مع شغفهم¡ وتحديد أولوية التجربة المدرسية لتدور حول تنمية وصقل المهارات الأساسية اللازمة¡ ورغم أن الطلاب قد يتعلَّمون محتوى دراسيًا أقل مما في المدارس التقليدية¡ فإنهم يحتفظون بما يتعلّمونه¡ ويحصلون على تعليم يؤهلهم للحياة المهنية والاجتماعية¡ والحياة عمومًاº لأنهم يتعلمون كيف يتعلمون!
"الإلـهـام"º عالمنا محاط بكثير من الأمور المدهشة والمذهلة¡ ونحن محظوظونº لأننا نعيش في عالم مليء بالجمال الطبيعي والإنجازات الإنسانية¡ ومع ذلك فإن من الغريب أن كل هذا الإلهام المحيط بنا لا يجد طريقه إلى طلابنا¡ فعديد من الطلاب يأخذون دروسًا في اللغات وحفظ قواعدها دون تطبيق شفوي أو كتابي سليم¡ وكذلك الحال بالنسبة لدروس التاريخº حيث يضيع كثير من أعظم إنجازات الحضارات إنسانيًا وعلميًا.. بسبب الانغماس في حفظ التعريفات والتواريخ فقط!
وكذلك حال الاكتشافات المذهلة في العلوم والرياضيات أو الابتكارات المذهلة التي لا تصل أبدًا إلى الطلاب الذين يتعلمون ويُختبَرون بصيغ شبيهة بتلك الموجودة في "كتب الطبخ"¡ وبذلك يضيع التعلم الحقيقي والجمال الفكري والطبيعي لطلابنا في متاهة "حفظ" معادلات الكيمياء وتعريفات الجيولوجيا والفيزياء والأحياء..
أعتقد أن الهدف الأسمى للتعليم هو تعليم الطلاب كيف يتعلمون أولًاº ليروا ويقدّروا جمال العالم المحيط بهم¡ وأن يستلهموه لتحقيق مزيد من الإنجازات في حياتهم وفي عصر زمنٍ متسارع لا يعترف بالحفظ والتلقين فقط!




http://www.alriyadh.com/1777145]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]