كيف أنهي المقال¿

http://www.qatarat.com/ وقعت دولة خليجية عقداً مع شركة إنشاءات صومالية**لإنجاز تصاميم وبناء شبكة قطارات أرضية بطول ثلاثة وأربعين كيلو متر. مدة الإنجاز خمس سنوات. قيمة العقد مئة وأربعون مليار دولار.
ترى ما المدهش في هذا الخبر¿ قيمته أم مدته أم حجمه¿ هذا الخبر يمكن أن يمر دون أن يلفت النظر لو أن الشركة إنجليزية أو فرنسية أو صينية فمرجعية خيالك هي البلد الذي تنتمي إليه هذه الشركة. أين اكتسبت الشركة خبرتها¿ ما المشروعات المتحققة في بلد الشركة حتى تبيع خبرتها وقدراتها لهذا البلد أو ذاك¿ عندما تتعاقد مع شركة بريطانية أنت تتعاقد مع بريطانيا¡ مع خبرة الشعب البريطاني¡ مع التاريخ البريطاني¡ بريطانيا هي الدولة الأولى التي جرت على أرضها القطارات وهي الدولة الأولى التي حفرت القطار التحت أرضي وهي الأولى في عدد محطات القطار¡ عندما تتعاقد مع شركة بريطانية تبني لك محطة قطار أو سكة حديد فأنت تتعاقد مع العراقة.
أتذكر قبل سنتين تقريباً أن تعاقدت واحدة من البلديات الكبرى في المملكة مع شركة لبنانية لتطوير أو الإشراف على نظافة المدينة¡ لا شك أن للمسؤولين أسبابهم ودوافعهم وخبرتهم في التعاقد ولكن بصفتي متفرجاً خارجياً أثارني العقد¡ أقارن الأمور من السطح دون الدخول في التفاصيل¡ شعرت أن هذا العقد كوميدي¡ وقع العقد في وقت كانت بيروت تغرق في أرتال من القمامة في الشوارع.
جلست عدة أيام أتأمل في الحوار الذي دار بين المسؤولين في البلدية وبين المسؤولين في الشركة اللبنانية في فترة التفاهمات حول العقد أثناء توقيعه¡ لا بد أن خبرة الشركة كانت مطروحة أثناء الحوار وحتى في فترة التوقيع بالأحرف الأولى¡ تشكل في ذهني حوار مسرحي قادني رأساً إلى مسرحيات كافكا¡ ما الذي يمكن أن تقدمه شركة لبنانية لمدينة بحجم لبنان بأسرها¿ لبنان دولة صغيرة يحف بها جبل جميل يرصعه بياض الثلج. لو أن الله تعالى خلصها من حزب الله كان من الممكن أن تصبح بلداً سياحياً متفوقاً¡ بعد هذا لا أتذكر أن لبنان يمتلك خبرة في إدارة المدن الكبرى على أي مستوى¡ كيف يمكنك أن تتعاقد مع شركة صومالية لبناء محطة قطار علماً أن الصومال (على سبيل المثال) لا يوجد فيها محطة قطار واحدة¿
كيف تتعاقد مع شركة نيجيرية لبناء مفاعل نووي علماً أن نيجيريا لا يوجد فيها مفاعل نووي واحد¿ كيف اكتسبت هذه الشركة الصومالية أو النيجيرية أو اللبنانية خبراتها¿
السؤال الآن لا يتعلق بالتعاقدات¡ السؤال كيف أنهي المقال¿ وش تبوني أقول يا الربع¿




http://www.alriyadh.com/1779907]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]