سارق الموهبة

http://www.qatarat.com/ فنانة حالتها المادية متواضعة تمتلك موهبة الرسم¡ يتقرب منها شاب يبدي إعجابه بموهبتها¡ ويتقرب أكثر ويحاول بناء علاقة معها¡ وينجح في مسعاه¡ تتطور العلاقة إلى زواج¡ تنجح الفنانة في جذب انتباه المهتمين باللوحات الفنية¡ لكن قدراتها التسويقية ضعيفة. زوجها شخصية اجتماعية¡ متحدث¡ يملك مهارات التسويق وبناء العلاقات¡ استغل الزوج ضعف زوجته في التسويق وحاجتها إلى المال وبدأ يبيع اللوحات ويقيم المعارض ويحقق دخلاً مادياً مغرياً¡ مما جعل الزوج بكل أنانية يقنع زوجته بأن تكون اللوحات باسمه هو وليس باسم زوجته¡ أصبح الزوج سارقاً لموهبة زوجته ونجماً في المجتمع¡ والزوجة تتفرج غير قادرة على فعل أي شيء. ابنتها من زواج سابق لا يعجبها هذا الوضع لأنها تعرف أن والدتها هي التي ترسم اللوحات¡ قررت الابنة اللجوء إلى الصحافة¡ انكشف الرجل لكنه أصر على أنه هو الفنان¡ كان الحل هو رفع القضية إلى المحكمة¡ القاضي استمع للأقوال والمحامين ولم يتوصل إلى نتيجة¡ فكان قراره الحاسم أن طلب من الطرفين رسم لوحات داخل المحكمة أمام الحضور¡ اتضحت الحقيقة وعادت إلى الزوجة موهبتها المسروقة.
تلك قصة واقعية تحولت إلى فيلم¡ وما أكثر القصص التي يتم فيها سرقة الأفكار والمنجزات من أصحابها¡ الواقع مليء بقصص عن سرقة الأبحاث والمؤلفات والمقالات¡ وعن أولئك الذين يظهرون فجأة عند التقاط الصور احتفالاً بالإنجازات¡ في بيئة العمل قد يكون من أصعب المواقف أن يتعرض الموظف لسرقة الفكرة أو الإنجاز ويكون الفاعل هو رئيس الموظف¡ نوع آخر هو تقدم شخص باقتراح لجهة معينه فتقوم هذه الجهة بتبني هذا الاقتراح دون الإشارة إلى صاحبه¡ في مثل الحالة الأخيرة ستكون هذه الجهة مميزة ورائدة لو أنها دعت صاحب الاقتراح وشكرته على مبادرته وكرمته وأشارت إليه في وسائل الإعلام¡ الأمانة والمصداقية والشفافية من القيم الأخلاقية التي تفتخر بها منظمات العمل وتجعلها أساسية في ثقافتها التنظيمية¡ تبنّي مقترحات الآخرين هو اختبار حقيقي لمصداقية هذه الثقافة.
في قصة سارق الموهبة¡ توصل القاضي إلى طريقة عملية تكشف صاحب الموهبة الحقيقي¡ أما الكشف عن مصدر الفكرة أو الاقتراح فقد تكون صعبة إذا لم تكن موثقة¡ أما سارق الإنجازات فالزمن كفيل بكشف الحقيقة¡ أما من يستغل انجازاً مميزاً لم يكن له دور فيه ويحرص على التواجد في الصورة¡ فهذا يحتاج إلى مصارحة أو دورة تدريبية¡ أو تكليفه بعمل فردي لتكون اختباراً لقدراته¡ وربما درساً له في أهمية العمل بروح الفريق¡ وعدم البحث عن أضواء شخصية خاصة إذا كان لا يستحقها.




http://www.alriyadh.com/1784081]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]