نخبة.. شعبوية

http://www.qatarat.com/ لا يمكن لأحدنا أن يغفل الملامح الشعبوية الطاغية في أنشطتنا الإعلامية¡ على مستوى الحضور سواء كانت ترفيهية أو رياضية أو حتى ثقافية..!
بل إن كثيرين يرون فيها ملمحًا عصريًا بشكل عام¡ ومنهم من استشهد بالخطاب الإعلامي للرئيس الأميركي ترمب¡ الذي تخلّى عن اللغة «المعلّبة دبلوماسيًا وسياسيًا»¡ التي كان الرؤساء والزعماء يختارون أجود وأقدر الكتاب لإعدادها إلى لغة مباشرة.. حتى بدا لنا أحيانًا بعيدًا جدًا عما اعتدناه من خطابات إعلامية لرؤساء قبله في كل بلدان العالم.
ولا شك أن ترمب نموذج حي للغة الشعبوية على مستوى السياسة¡ سواء اتفقنا معه عليها¡ أو اختلفنا انتصارًا لما اعتدناه¡ ولكن ماذا عن الثقافة وهي سمة النخبة دائمًا¿ ما الذي يحدث فيها على المستوى الشعبوي¿ وكيف تصدر الشعبويون مشهدنا الثقافي متكئين على الثورة التقنية حين اختط كل واحد منا منصته الإعلامية¡ وتعددت سماوات حضوره بين غيوم الـ»سناب» وزرقة «تويتر»¡ وغيرها من المواقع المتاحة للضوء والظلام معًا¿ وكيف استطاعوا جر النخبة إلى شعبويتهم في سلّم مقلوب¿ فبعد أن دعمت وسائل التقنية الحضور الثقافي من خلال تفاعلها وتناقلها للمناشط الثقافية¡ وصعدت بالمجتمع إلى ثقافته كما هو الشأن قبل عقد من الزمن مثلاً¡ عادت لتختطف النخبة إليها في مشهد غريب يتحول فيه الناقل إلى مادة متداولة¡ أكثر مما ينقل في حضوره لمنشط ثقافي¡ أو حتى برفقة أحد الرموز الثقافية.. ولو أن الأمر وقف عند هذا الحد¡ فربما قلنا إنها إرادة مجتمع¡ ولكل خيارته في اهتمامه¡ وشؤون اطلاعه¡ لكنّ الأمر فاق هذا بكثير حينما توهّم الشعبويون نخبويتهم¡ فتحوّل نكوصهم تقدّمًا¡ وفوضويتهم أو حتى عشوائية تفكيرهم منجزًا¡ وهي حالة عجيبة ومخيفة في الوقت نفسه ما لم يتحرّك المجتمع تجاه عمقه الثقافي¡ ويكشف وهم الشعبويين¡ وقبل هذا وبعده يدرك المثقفون أو لنقل «النخبة» المثقفة أهمية حضورهم هويَّةً في مواقع التواصل الاجتماعي¡ فنبات الظلِّ أقل من أن يثمر دائمًا..!




http://www.alriyadh.com/1784194]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]