مليونية ويكيبيديا

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png بالأمس طالعت خبرًا غاية في الأهمية حول احتفاء النسخة العربية من الموسوعة الرقمية "ويكيبيديا" ببلوغ عدد زيارات صفحاتها نحو ملياري زيارة¡ رقم مدهش للغاية¡ لفت نظري كذلك حصول المملكة على المركز الأول من بين مصادر تلك الزيارات¡ وهى معلومة ذات دلالة كبيرة¡ وتحليلها العميق إحصائيًا قد يعطينا دلالات شديدة الأهمية عن مجتمعنا القارئ¡ إضافة إلى بيانات تفصيلية حول المحتويات وحقول المعرفة المفضلة لشباب المملكة بشكل خاص ومستخدمي شبكة الإنترنت بشكل عام¡ يأتي ذلك بالمناسبة بعد أيام قليلة من وصول عدد المقالات على الموسوعة العملاقة في نسختها العربية إلى مليون مقالة¡ وهو جهد مشكور لآلاف المتطوعين¡ يعطينا نبذة عما يمكن أن نحققه ما إذا وضعنا إثراء المحتوى المكتوب باللغة العربية على شبكات الإنترنت¡ بل تحسينه وتوثيقه ووضعه في النصاب الصحيح.**
على هامش إنجاز المتطوعين الأفاضل¡ يبقى السؤال: هل المحتوى العربي على الإنترنت محتوى مثالي¿ أتساءل والمحتوى الصحفي العربي ومواطن وجعه على مرمى البصر¡ فأمراض المحتوى التثقيفي العربي¡ ومن بينه صفحات الموسوعة الحرة¡ على الإنترنت تتشابه وعلّات الصحافة العربية بشكل كبير¡ التي تستوجب وقفة وإعادة تقييم. فبمجرد البحث عن كلمة مفتاحية عن طريق جوجل باللغة العربية¡ نستطيع أن نشخّص روشتة تجويد المحتوى العربي على الإنترنت. أولاً¡ ينقص المحتوى العربي على الإنترنت المزيد من التعميق والتكامُل واستعراض المعرفة من كل زواياها قدر الإمكان. ثانيًا¡ تُعد السرقة الأدبية أو النقل دون الإشارة إلى المصدر آفة عربية غير مذمومة بالشكل الكافي¡ وربما يرجع السبب في ذلك إلى نظمنا التعليمية التي لا تزجر هذه الأفعال. لا أتحدث عن "ويكي" تحديدًا¡ فصرامة التدوين في الصفحات بنسق "ويكيبيديا" يجعل إيراد المصادر وتنقيح الصفحات أكثر من مرة يعفي "ويكيبيديا" إلى حد بعيد من هذه الآفة. علة أخرى من علات المحتوى العربي على الإنترنت¡ هو افتقاره بشكل عام إلى الموضوعية والفصل بين المعلومة وتوجه المدوّن¡ كلها آفات تقف في طريق مثالية المحتوى العربي على الإنترنت¡ وتنبع جميعًا من بعض القصور في تنشئة الصغار¡ ومنهجيتهم الفكرية.
من وجهة نظري¡ يمكن للجامعات أيضًا القيام بدور لدعم المحتوى المقروء بالعربية على الشبكات¡ ودعم المشروعات الطموحة شديدة الأهمية كالموسوعة الحرة ويكيبيديا¡ فتوفير سلاسل من المصادر العلمية والرسائل والأوراق البحثية باللغة العربية على الإنترنت عن طريق المكتبات الإلكترونية¡ يعطي شباب المتطوعين العرب وأبناء المملكة بشكل خاص فرصة اللجوء إلى مصادر عربية أصيلة في تدعيم صفحاتهم ومقالاتهم¡ دون اللجوء إلى مصادر أجنبية قد تكون موجهة في أساسها¡ أو قاصرة في عرضها للموضوعات التي تمس الشأن العربي أو غير دقيقة¡ فعلينا إذن أن نتيح نحن المصادر الأصلية¡ ونترك للمتطوعين حرية الاختيار والتحرير.




http://www.alriyadh.com/1789276]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]