http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png المملكة حباها الله خيرات كثيرة وميزات لا تتوافر لكثير من الدول¡ ولابد من إظهار ذلك للأجيال الشابة¡ وحثهم على المحافظة عليها وحمايتها¡ وعدم تصديق كل ما يكتبه أعداء الوطن من أكاذيب لجعلها من المثبطات واستهداف الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها المواطن السعودي..
أتيح لي قبل أيام زيارة منطقة عزيزة وغالية من مناطق مملكتنا الحبيبة بدعوة كريمة من إدارة تعليم صبيا المميزة في أنشطتها اللاصفية وحرصها الشديد على ترسيخ حب الوطن لدى الطلبة والمعلمين¡ وإيضاح مكانة المملكة الروحية والاقتصادية والجغرافية لهم¡ وقد كانت فرصة لي لزيارة جازان والتحدث إلى المعلمين والمعلمات وبعض الطلبة¡ وزيارة جنودنا البواسل على الحد الجنوبي من منتسبي سلاح الحدود¡ ونقل شعوري وما أسمعه من ثناء على شجاعتهم وإخلاصهم وما يؤدونه من دور في الدفاع عن تراب الوطن العزيز¡ قلت لهم: أنتم أغلى ما يملك الوطن¡ نستطيع أن نستقدم الطبيب والمهندس والفني والأستاذ لكن لا نستطيع أن نستقدم الجندي الذي يضحي بحياته من أجل الوطن.
وفي حديثي إلى معلمي ومعلمات وبعض طلبة تعليم صبيا قلت لهم: لو لم أكن طياراً مقاتلاً لكنت معلماً يؤدي أعظم رسالة في الحياة¡ ويقدم للوطن أهم عناصر قوته ورفعته وأمنه واستقراره.
والتقيت مدير التعليم في صبيا وبعض مساعديه¡ حيث تحدثوا بكل فخر عن مدى التقدم الذي تعيشه منطقة جازان¡ والذي كانت بدايته بعد زيارة الملك عبدالله - رحمه الله - إلى جازان حين كان ولياً للعهد¡ حيث عقد جلسة مجلس الوزراء هناك¡ ومنذ ذلك الوقت بدأت عجلة التقدم والبناء بالدوران لتحديث هذه المنطقة العزيزة على الجميع¡ فافتتحت الجامعة التي تعد من أكبر الجامعات في المملكة¡ وأنشئت المدينة الاقتصادية¡ وسلمت لأرامكو التي أنشأت فيها المصفاة¡ وتم ضمها فيما بعد إلى الهيئة الملكية للجبيل وينبع¡ كما أنشئت الطرق الفسيحة والحدائق والمتنزهات على الشواطئ الجميلة¡ وأصبحت جازان جاذبة للسكان بعد أن كانت في السابق طاردة لهم بسبب البحث عن الوظائف والعلاج والدراسة¡ مثلها مثل الكثير من مناطق المملكة مما شكل ضغطاً على المدن الكبيرة كالرياض وجدة والدمام¡ وهي ظاهرة لا تنفرد بها المملكة وحدها¡ ولكن معظم الدول النامية تتضخم المدن لديها على حساب الأرياف والقرى والمدن الصغيرة مما يشكل تحدياً لتلك الدول من حيث توفير السكن المناسب¡ وهو ما جعل العشوائيات تنتشر ومعها كل الأمراض المصاحبة¡ وهو ما يلاحظ في الدول كثيفة السكان كالهند ومصر وغيرهما¡ بينما تبقى عواصم الدول المتقدمة ثابتة في تعداد سكانها ومساحتها¡ حيث تتوزع الخدمات والمنشآت على جميع المدن والقرى¡ وهو الحل المناسب للاختناقات المرورية بسبب كثافة السكان.
ومن أجمل ما سمعت من منتسبي إدارة التعليم حب أهل جازان لأميرها¡ وأنه أصبح كالأب لهم¡ ويتابع جميع المشروعات بكل حرص¡ وقد أتيحت لي فرصة مقابلة سمو الأمير الذي يبادلهم الحب ويحرص على حضور المناسبات ويلتقي بالأهالي في لقاء أسبوعي يجسد التلاحم بين القيادة والشعب في أجمل صورها¡ وأمير جازان لديه مسؤوليات كثيرة بسبب موقع جازان الجغرافي المحاذي لحدود اليمن بطبيعتها الجبلية والقبلية¡ وما يشكله الحوثيون من تهديد للمناطق المجاورة واستهدافهم المملكة بشتى أنواع التهريب من سلاح ومخدرات وقات لجمع المال واستهداف شباب المملكة¡ ولدى الأمير حلول وأفكار يجب الاستماع إليها¡ وخاصة من قبل الجمارك ووزارة المالية والداخلية للحد من هذه الظاهرة.
كانت الزيارة قصيرة لم أتمكن خلالها من زيارة كل الأماكن الجميلة كجزيرة فرسان وجبال فيفا وبقية جبالها وأوديتها الجميلة¡ لكنها كانت كافية لمعرفة ما تزخر به من خيرات وخاصة في الزراعة¡ فجوها وتربتها مناسبان لزراعة الفواكه بأنواعها وإكثار شجرة البن¡ لكن ذلك يتطلب وجود أكثر من شركة أو جمعية تعاونية زراعية تكفي صغار المزارعين عناء التسويق بكل ما يتطلب من تغليف ونقل وبيع¡ كما أنها واعدة في مجال السياحة¡ حيث تكثر الجزر والشواطئ الجميلة والمناطق الجبلية المناسبة لكثير من أنواع الرياضة على مدار العام. وأما موقعها الجغرافي فمناسب لإقامة صناعات يتم تصديرها لإفريقيا على وجه الخصوص لقربها من تلك المناطق.
المملكة حباها الله خيرات كثيرة وميزات لا تتوافر لكثير من الدول¡ ولابد من إظهار ذلك للأجيال الشابة في المدارس والجامعات¡ وحثهم على المحافظة عليها وحمايتها¡ وعدم تصديق كل ما يكتبه أعداء الوطن من أكاذيب لجعلها من المثبطات واستهداف الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها المواطن السعودي¡ ولا أجمل من عنوان ذلك اللقاء الذي حضرته في مقر تعليم صبيا وعنوانه: "وطني وجه أبيض".
http://www.alriyadh.com/1789273]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]
