علم النفس يقدمالحلول الاقتصادية

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png اليوم النظرة إلى السلوك البشري كمحرك قوي في الاقتصاد أصبح توجهًا عالميًاº حيث أسهم هذا التوجه في كثير من السياسات والقرارات¡ وحققت نتائج هذا التوجه نجاحات فاقت التوقعات¡ خاصة توقعات خبراء الاقتصاد الكلاسيكي أو ما يمكن أن نطلق عليهم صقور الإدارة¡ الذين لا يؤمنون في نظرياتهم وخططهم وقراراتهم بأهمية السلوك البشري كمؤثر وفاعل في تقبل وإنجاح تلك القرارت مثل ما يفكر فيه حمائم الإدارة.
اليوم المملكة مثلها مثل أغلب الدول التي جربت الشق الأول من المعادلة وهو الاقتصاد ونظرياته والتجارب الدولية في كثير من السياسات والقرارت.. فهل حققت المتوقع منها لتحقيق التوازن المالي ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي والعائد الاقتصادي المطلوب¿ أعتقد أن التجارب أثبتت العكس¡ ما جعل أغلب الدول بما فيها المملكة تتخذ قرارات للتحول في صياغة السياسات العامة من مفاهيم ونظريات الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد السلوكي في القرارات الإلزامية والقوانين والضرائب والغرامات وبرامج التوعية والتثقيف وزيادة الوعي والتقليل من الأخطاء والممارسات السلوكية السلبية وأيضًا في تعديل السلوك والإصلاح.. إلخ.
اليوم عبر تاريخنا جربنا خبراء الاقتصاد الكلاسيكيين ومشينا على كلامهم¡ ولكن لم نجرب رأي وخبرة وعلم خبراء علم النفس والسلوك فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية بوجه عام.. وعلى صعيد آخر¡ ليس من الصعب أن نؤسس وحدات وإدارات ونقرأ كتبًا ونظريات في الاقتصاد السلوكي¡ ونحضر ورش العمل والدورات¡ ونحضر الشركات الاستشارية الأجنبية لتفصل وتخيط وتلبسنا ثوبًا وغترة¡ وهو ما يعرف بالبدلة وموديلاتها.. ولكن ما هو أصعب¡ هل درسنا ومارسنا ولدينا خبرات وخبراء في علم النفس الذي تتجاوز تخصصاته الرئيسة 39 تخصصًا¡ ناهيك عن نظرياته وتجاربه واختباراته ومقاييسه في الشخصية والذكاء والقدرات والميول والاتجاهات والإدراك والتفكير والتطور والنمو.. إلخ.
اليوم نحن لا نريد أن نكرر أخطاءنا السابقة تجاه علم النفس ليصبح مهنة من لا مهنة له¡ كما حدث في هبة البرمجة اللغوية العصبية وتطوير الذات وغيرها من البدع¡ التي يتبناها أشخاص لم يدرسوا ويتخصصوا في أي فرع من فروع علم النفس¡ وليس لديهم أي خبرة ميدانية¡ سواء عيادية وغيرها وليسوا أعضاء في أي جمعية علمية ومهنية محلية وعالمية في أحد فروع علم النفس¡ وليس لهم أي إسهامات في التأليف والأبحاث¡ وأصبحوا يتقدمون المشهد العام على أنهم أصحاب علم وخبرة¡ «وبعدين إذا خبصوا قلنا هذي تخبيصات علم النفس».
اليوم لم يعد هناك شك في الدور والأثر الكبير لعلم النفس بكل فروعه وتخصصاته ذات المنظور الثقافي المحلي من تقديم الحلول السلوكية واختيارها واختبارها وصياغة السياسات والإجراءات والقوانين وأساليب وطرق التحفيز والجذب والتأثير والعقاب وعلاج وتعديل السلوك لتحقيق كفاءة الإنفاق الحكومي وجودة الحياة وازدهار الاقتصاد الوطني.




http://www.alriyadh.com/1798245]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]