تقنيات متطورة في الطبيعة

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png شرائح داكنة تحول ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية. يا لها من تقنية رائعة! طاقة نظيفة كما يسمونها. لكني لا أتكلم عن ألواح الطاقة الشمسية التي اخترعها البشر ويستخدمونها¡ بل كائن اسمه الزنبور الشرقي. جسمه أصفر مخطط باللون البني¡ واكتشفنا أن تلك الشرائح البنية تمسك طاقة الشمس وتحولها إلى طاقة كهربائية. حل هذا لغزًا حير العلماء¡ فهذا الزنبور ينشط في عنفوان الشمس¡ عكس بقية الكائنات التي تتجنب الشمس القوية¡ بل إن هذا الكائن يستطيع تحويل تلك الأشعة الحارقة إلى طاقة تبريد!
مهما وصلنا إلى تقنيات عالية تظل الحياة تفاجئنا بمثل هذه التقنيات الطبيعية¡ ففي الحواسيب هناك ما يسمى الخلايا ذاتية السلوك¡ وهو نموذج رياضي يصمم به الحاسب الرسومات والألوان¡ وتخيل ورقة عليها جدول مربعات صغيرة¡ ويهدف الحاسب إلى أن يملأها بالألوان¡ فبالنموذج المذكور يعرّف نظامًا رياضيًا وبموجبه تصطبغ الورقة بالألوان بحيث يؤثر كل مربع فيما حوله في حلقة من التوسع اللوني السائر على ذاك النظام¡ وهذا يحصل في الطبيعة وتراه في القواقع البحرية¡ فالألوان على تلك الأصداف ليست عشوائية¡ بل تسير على مبدأ الخلايا ذاتية السلوك¡ التي تزيّن حلزون البحر.
ولعلك رأيت مناظير الأشعة تحت الحمراء في الأفلام¡ وهي لا تصوّر إلا مسافات قريبة في العادة¡ لا تقارب أبدًا قدرات دابة في القارة الأميركية عُرفِت باسم حشرة الفحم¡ فلما ثار حريق عام 1925م وقضى على مستودع نفطي في مدينة صغيرة في ولاية كاليفورنيا¡ أتى المسؤولون يعاينون آثار الحريق¡ ودهشوا من عدد هائل من تلك الحشرات قد ملأت المكان. إن لهذه الحشرة خلايا مائية في قشرتها¡ فإذا كان هناك أدنى طاقة تحت الحمراء في الجو يتوسع الماء¡ وتفهم الحشرة أن هناك مصدر نار فتذهب إليه¡ كما فعلت لما تركت الجبال وذهبت لتلك المدينة¡ وقطعت مسافة مذهلة تزيد على 130 كيلومترًا!
وأما لماذا تسعى إلى النار بهذا الحماس¿ فسبب بسيط¡ وهو أنها لا تتكاثر إلا في بقايا الأشجار المحترقة. عجيبة أخرى من عجائب الطبيعة!




http://www.alriyadh.com/1820388]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]