الإعلان عن إفلاسنا الدرامي!

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لا ننكر أننا وصلنا لمرحلة الإفلاس الدرامي¡ لم يعد ناصر القصبي بتعابير وجهه وحركاته البهلوانية مقنعاً لنا في تقديم عمل درامي يتناسب مع المرحلة التي نعيشها¡ وحتى حبيب الحبيب في المهمة الموكلة له بالسيناريو أصبحت مملة ولا تتعدى جلسات الاستراحات¡ وكذلك الحال مع راشد الشمراني الذي اختط لنفسه دور النصاب الظريف بدون أساس كتابي مقنع رغم إمكانياته الكبيرة وتقبل المشاهدين لشخصيته¡ خلف الحربي الكاتب والمشرف العام والأدوار الأخرى المطلوبة منه¡ عفا الزمن على ما يقدمه¡ ما شاهدته في "مخرج 7" بعض المشاهد القصيرة جداً¡ التي يمكن أن نطلق عليها اسكتشات تعتمد على الممثل وبنفس قصير جداً بالنص الدرامي¡ فمن الظلم أن نطلق على ما يقدمه القصبي وزملاؤه دراما بالمعنى الحقيقي¡ نعم هناك مقاطع طريفة وخفيفة ولكن هل هذا ما ننتظره!
الإشكالية الكبرى أن بعض أفكار "مخرج 7" أكبر من العمل وطاقمه¡ فبعض القضايا التي نوقشت تمت مناقشتها بطريقة بدائية ولا تتناسب مع أبعاد هذه القضايا¡ وهذا ما لاحظناه من انعكاس الردود السلبية للمشاهدين على العمل¡ والتي جعلت البعض ممن تعود على الكلام بكل مجال¡ التطبيل بصورة مخزية بكل ما تعنيه الكلمة¡ فكان من (المعيب) أن أسمع وأرى التعليقات التي تدافع عن النجم ناصر القصبي وتحاول أن لا تصيبه سهام النقد¡ رغم أن ناصر وقبل أن يكون للكثير من هؤلاء شأن بالإعلام¡ يفتح قلبه ويصحح مساره¡ وما انفصاله عن طاش إلا تأكيد على وعيه بالمرحلة المستقبلية¡ عندما وجد أن انغلاقه في هذا العمل لن يكتب له النجاح المستمر.
وإن كانت الإشكالية الكبرى التي وقع بها القصبي أنه تم توريطه بالعمل تحت عباءة الراحل عبدالحسين عبدالرضا¡ فبدلاً من تطوير شخصيته الدرامية وحضوره¡ نجده يحاول تقمص شخصية عبدالرضا والدوران حولها¡ كما أن الإشكالية الكبرى عند ناصر أنه يدور في فلك الممثل العالي الثقافة¡ وهذا سبب له ارتباكاً في أسلوبه الفني¡ وهذا الحاصل حالياً¡ عندما نجده أمام عمل ضعيف من ناحية الفكرة والكتابة أحرجت القصبي وزملاؤه بمناقشة قضايا حساسة ومهمة كالقضية الفلسطينية والمثلية والفساد ومواضيع أخرى¡ فلو لاحظنا دوره في تلك الحلقات نجده دور الخطيب أو المتحدث أو الملقن وليس الممثل الذي يجبرك على الإيمان بالقضية التي يناقشها بأسلوب تمثيلي ولا تلقيني أو خطابي.
محزن الحال الدرامي الذي نعيشه¡ نتمنى أن نعود لمرحلة وزير الإعلام السابق الدكتور فؤاد الفارسي والذي ساهم بانتشال الدراما المحلية¡ وأعطى كافة الإمكانيات والصلاحيات لطاقم عمل طاش على سبيل المثال وغيره من الأعمال¡ مما أوجد لنا في تلك الحقبة منتجاً لا بأس به وكان يحقق جزءًا من طموحاتنا¡ أما خلال العشر سنوات الأخيرة فالأمر بكل صراحة أكثر من مخجل.




http://www.alriyadh.com/1820530]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]