عندما وجدنا المدن المفقودة

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أفلاطون في أحد كتبه ذكر قصة خيالية كتشبيه¡ وهي قارة اسمها أطلنطس حاصرت أثينا ولكن أثينا انتصرت¡ وسحبت الآلهة رضاها عن أطلنطس فغرقت وبادت. لم يذكرها أفلاطون إلا بشكل عابر وفقط كقصة رمزية¡ ولكن التاريخ التقط هذه الجزئية وصنع منها أسطورة كبيرة لا تزال مدويّة مثيرة للخيال¡ خاصة بعد أن أُسيء فهم الحكاية وظن مؤرخون أنها قصة تاريخية لا خيالية¡ فاجتهدوا في تحديد مكانها وتصور حضارتها العظيمة¡ وهي غير موجودة لكن الواقع توجد فيه مدن وحضارات غرقت فعلاً¡ وكم هو مثير شعور الوقوع على أحدها¡ مثل مدينة سيمباويه في زيمبابوي¡ ففي القرن الخامس عشر لما كان البرتغاليون يغزون العالم سمعوا أهل زيمبابوي يتكلمون عن تلك المدينة المفقودة¡ لا يعلمون من بناها¡ وقيل بنتها الشياطين وجعلتها ضخمة¡ وظن الأوروبيون أنها أسطورة¡ ولكنهم وجدوها فعلاً في القرن التاسع عشر¡ قلعة هائلة جدرانها ترتفع 11 متراً¡ بَنَتها عام 900م حضارة إفريقية مندثرة وعظيمة¡ وجدوا فيها آثاراً أتت من أماكن بعيدة جداً مثل الصين وبلاد العرب وفارس¡ مما يدل أنها حضارة عظيمة استطاعت أن تتاجر وتصنع علاقات مع هذه الحضارات بالغة البعد.
والحضارة الرومانية من أعظم الحضارات البشرية¡ سيطرت على شمال إفريقيا وأوروبا¡ إنجاز لم تستطع أي حضارة في التاريخ أن تفعله¡ وفي ليبيا شيدوا مدينة لبتيس ماجنا التي وُلِد فيها الإمبراطور سبتيموس سيفيروس وصنع منها أعجوبة حضارية¡ ولكن لما سقطت روما تبعتها هذه¡ وبعد أن عانت الغارات والنهب والأشد من ذلك كله العوامل الطبيعية بادت المدينة وابتلعتها الكثبان¡ وبعد 1200 سنة أخرجها علماء الآثار من قبرها الرملي سليمة بشكل مدهش¡ كأنها هي يوم اندثرت¡ تستطيع أن تمشي فيها وتشاهد الحمامات العامة والصهاريج والمدرجات والسيرك.
وقد سمع المنصّر والقائد الإسباني هيرنان كورتيس في القرن السادس عشر عن مدينة عظيمة مفقودة في أميركا الوسطى اسمها المدينة البيضاء¡ قيل إنها تحوي ثروة هائلة¡ وكان المنصرون الإسبان آنذاك يغزون العالم وينهبون الذهب والأموال¡ فاشتعلت شهوته ومضى يبحث عنها ولم يجدها¡ ولكن علماء الآثار وجدوها¡ مدينة مفقودة في غابة ضخمة في هندوراس¡ لا ذهب فيها لكنها تمتلئ بآثار وتماثيل مذهلة لم يُرَ مثلها هناك¡ بقايا حضارة عظيمة عاشت قبل 1000 سنة¡ ومثل أخواتها السابقات.. اندثرت.




http://www.alriyadh.com/1821456]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]