مفـارقـات

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png «ومن شر غاسق إذا وقب».
آية في سورة يعرفها الصغار والكبار¡ الغاسق هو الليل والظلمة¡ في سورة الفلق وسورة الناس يعلمنا الدين أن نستعيذ من عدة أشياء¡ منها الشيطان¡ ومنها الساحرات اللائي ينفثن في العقد ليفرقوا بين الأزواج ويصنعوا الشرور¡ ومنها جزء من الليل.
الليل يرتبط بالخوف والشر في التراث الإنساني¡ والروايات والأفلام المرعبة تدمن وضعه كخلفية تحصل فيها المخيفات¡ وفي نفس الوقت ارتبط بالرومانسية! مفارقة لكن حقيقية¡ كثيرا ما تجتمع أشياء تبدو متعارضة.
أشعار لا نهائية تغنّت بالليل وبنجومه وقمره¡ بل حتى القرآن ذكر أنه وقت السكون والراحة¡ وأن النهار يمكن أن تحصل فيه كوارث¡ وتأمل الآية: «إن موعدهم الصبح». هنا أمة أتاها مصيرها الأسود صباحا. إلا أن القرآن لا يبسط الأمور إلى أبيض وأسود¡ ففي آية أخرى: «والصبح إذا تنفس». يقسم الله بالصباح¡ وليهنأ عاشق الليل أيضا¡ ففي الآية: «فأسر بعبادي ليلا». هنا صار الليل هو المنجى لبني إسرائيل¡ الليل الأمل.
الإنسان يعرف ذلك جيدا¡ فهو كائن يمتلئ بالأشياء التي تحتل منطقة رصاصية¡ لا يمكن فصل أنواع البشر إلى جزأين إما كذا وكذا¡ بل جمع المتعارضات جزء منا. هناك مقطع لطفل صيني يسقط 10 طوابق ويقوم كأنه سقط 10 سم¡ بينما روبرت أتكينز مخترع حمية البروتين والتي سميت عليه كان يمشي فزلق فمات.
الإنسان صنع القنبلة النووية¡ لكنه أيضا صنع الطابعة والقلم والورق والبنسلين والبوصلة والحاسب.
أتى بأدوات التعذيب¡ لكنه كَتَب الإلياذة والمعلقات والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
اخترع السلاح الجرثومي¡ واخترع لقاح الجدري الذي كان ربما أعظم قاتل في تاريخ البشرية.
صبغ الأرض بدماء الأبرياء¡ ورسم الموناليزا وصُور كهف «شوفيه»¡ ونَحَتَ تماثيل البارثينون.
من السهل تبسيط الأمور إلى أبيض وأسود لكن لن تسمح لك الحياة بذلك¡ فهي أعقد بكثير! وستجد حتى في نفسك باستمرار جانبي الخير والشر.




http://www.alriyadh.com/1851408]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]