قبل انقشاع عام "كورونا"

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png نفسيًا¡ لأول مرة يكاد يتفق العالم على انتظار رحيل سنة¡ قبل موعد الانقشاع¡ يرغب الجميع في إغلاق صفحة موجعة¡ أرهبتهم وسرقت منهم أحبابهم وأوقاتهم وأمنهم¡ وجعلتهم في تقوقع طويل ينتظر المجهول¡ والمعجزات العلمية.
العام الاستثنائي¡ عوَّد الناس التجريب¡ والولوج في مناطق لم يألفوها¡ ولم يتوقعوا الاحتكام لها يومًا¡ والسكون الكلي¡ وترقب اللا شيء¡ وقتل الروتين والعادات¡ وعيش الأوقات التي لا تشبه سوى نفسها¡ بمعزل عن الآخرين¡ بمختلف التقاطعات.
يجب ألا ننسى أن ما مر به العالم لم يكن عاديًا ولا طبيعيًا¡ وبه ومعه ارتبكت كل القناعات والأولويات والمثل. وهذا يعني أن عددًا من قراراتنا وأقوالنا وأفعالنا ليست كما نحن¡ أو قد لا تكون كما نريد¡ لذلك يجب أن نتنبه أن لا شيء مستثنى من المراجعة والتصحيح والتقويم.
ولأننا لم نكن كالمعتاد¡ أيضًا¡ فمن الضروري أن نراجع علاقاتنا خلال عام الجائحة¡ وننفض الغبار عن النتائج التي ولدت جراء الضغوط¡ في أوقات لم نكن مستعدين للفهم ولا الاستجابة¡ لنرمم منها ما هو أصيل وحقيقي¡ ونبعد مسافات عن كل ما هو مؤذٍ ومستهلك.
وككل الأشياء في الحياة¡ على مقدار السوء الحادث من "كورونا"¡ هناك الكثير من الفائدة¡ أهمها: معرفتنا لذواتنا في الأزمات¡ وفهم احتياجاتنا الأساسية بدقة¡ والتجرد التام من الترهل والثقل¡ والقدرة على تصيير الأحداث والوقت لما نرغب¡ بالإضافة إلى إدراكنا الكبير للحاجة إلى الآخر¡ للتكافل والبناء ومواجهة الخطر.
في الوقت نفسه¡ لا يفترض أن نستهين بقوتنا¡ بقدرتنا على التجاوز¡ والمواجهة الكبيرة مع عدو مجهول¡ والتعايش مع صعوبة كل شيء معه¡ والإصرار الجاد على النجاة¡ والوصول للأخير.. إلى الحياة¡ بطريقتنا وأسلوبنا ورغباتنا.
إن الملاحظة الأهم في أزمة كورونا هي فكرة المصير المشترك على مستوى العالم والدول والمجتمع الواحد¡ وصولاً للأسرة الصغيرة.. قابلها غالبًا غياب للأنانية¡ والانعزالية¡ والتفكير الفرداني. والسلام..




http://www.alriyadh.com/1861208]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]