الخيط الأبيض في سواد الجائحة

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من الصعب إيجاد ملامح إيجابية في كارثة بحجم وباء كورونا؛ فالجوائح هي أعلى درجات الكوارث التي تترك الكثير من الدمار والفقد والحزن والألم. إلا أن البحث عن ذلك الخيط الأبيض وسط كل هذه الطبقة الثقيلة من السواد مهم جدا، على الأقل لنستفيد من الدروس ونخرج من هذه المعركة ولو ببعض الأرباح.
لا يمكن أن تمر الكوارث دون أن تترك أثرا إيجابيا، ولو كان بسيطا مقارنة بحجم الدمار، وفي حالة وباء كورونا رصد بعض المراقبين جوانب مشرقة للجائحة قد تتعاظم آثارها في المستقبل وتنعكس بشكل كبير على جودة حياة البشر لسنوات طويلة. بعض تلك الآثار محدود ووقتي؛ مثل إعطاء فرصة لكوكب الأرض كي يستريح ولو لفترة بسيطة من عبث الإنسان بالبيئة، والذي لاحظنا تأثيراته بشكل سريع انعكس على جودة الهواء وانخفاض معدلات التلوث ونظافة البحار وانحسار أوبئة أخرى وربما انقراضها بسبب التباعد والتعقيم.
إلا أن هناك تداعيات إيجابية طويلة المدى ومهمة جدا خلقتها الجائحة، فالعالم أصبح أكثر استعدادا للحروب التي تشنها عليه الكائنات المجهرية بين حين وآخر، وكورونا، مهما كان حجم الدمار الذي خلفه، ليس الأسوأ في قائمة الفيروسات التي تخبئها لنا الطبيعة، ولذلك كان نداء الإيقاظ الذي أرسله هذا الفيروس مهم جدا للتحضر لما قد يكون أسوأ بكثير من مرض تنفسي يقتله التباعد وغسل اليدين وارتداء الكمامة.
بيئة الأعمال، والتعليم بعد الجائحة لا تشبه ما قبلها، فقد اختبر الناس إمكانية العمل عن بعد والدراسة من المنزل ولم تكن التجربة بالسوء الذي كنا نتخيله، وإن كانت تحتاج إلى تطوير كبير، إلا أنها أثبتت فاعليتها، وإمكانية أن تؤسس لمرحلة جديدة من العمل وتلقي العلم لم يعرفها العالم من قبل.
أما أهم إيجابية لهذا الوباء من وجهة نظري فتكمن في أن الطب وما يرتبط به من أبحاث ودراسات وتجارب سيشهد قفزات هائلة تنعكس على جودة حياة البشر، إذ كشفت الجائحة الأهمية القصوى لهذا العلم وبالتالي ضخت الحكومات المليارات لتحفيز البحث العلمي في مجال الفيروسات والأوبئة واللقاحات، وانعكس ذلك بشكل واضح على حرق المراحل وطوي المسافات واستعجال الزمن لهزيمة الوباء، ولن تقف الآثار الإيجابية لهذه الالتفاتة نحو العلماء والباحثين على مكافحة وباء كورونا فحسب؛ بل ستمتد لتطال معضلات طبية كثيرة كانت معطلة بسبب قلة الدعم وتجاهل الأهمية البالغة للبحث العلمي، والطبي على وجه الخصوص.




http://www.alriyadh.com/1873721]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]