http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png عنيزة لم تكتفِ بخدمة ذوي الاعاقة، لكنها ستفتتح قريباً مشروعها الحضاري والتنموي، وهو "المجمع العلمي" الذي يهتم بتنمية مواهب الطلبة ويحفزهم على حب العلم وتبسيط التقنية وشرحها بأسلوب علمي، ويهتم المركز بالعلوم والرياضيات والصحة والفضاء، وبالطاقة الإحفورية والمتجددة..
خلف النجاح الكبير لهذه المدينة في جهودها لخدمة ذوي الإعاقة فريق مميز من المخلصين يقودهم قائد تقاعد من القوات الجوية برتبة لواء طيار، عيّن محافظاً لمدينة عنيزة مدة ثماني سنوات، كان خلالها محل ترحيب ومحبة الأهالي، أوجد الأستاذ عبدالله اليحيى السليم أثناء عمله محافظاً الكثير من المشروعات التنموية، بعد تقاعده تفرغ للعمل الخيري. وكأي مشروع خيري بدأ متواضعاً في منزل داخل مزرعة تبرع بها أحد المحسنين ليكون مقراً لجمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية، ولأن الرؤية واضحة والدراسة وافية والهدف سام، فقد أخذوا معهم أوراقهم وطموحاتهم وجابوا بها بعض مدن المملكة، يطرقون أبواب الميسورين من أبناء بلدتهم، إحدى محطاتهم كانت مدينة جدة حيث تبرع الشيخ علي العبدالله الجفالي بمجمع مميز لذوي الإعاقة تجاوز الثمانين مليون ريال صرفها لهم على دفعات بعد اطلاعه على ما تحقق على أرض الواقع بكل احتراف وأمانة، لتنطلق بعدها المراكز المتخصصة من المانحين لاحتضان وتدريب ذوي الإعاقة على مختلف أنواعها ومن سنّ الولادة وتشخيص الإعاقة إلى العمل والزواج، ولأن النجاح يقود إلى نجاح فإن لدى الجمعية الكثير من المشروعات النوعية القادمة، ومنها مشروعات لتنمية المصادر الذاتية لتمويل وتشغيل هذه المرافق.
يقول الأستاذ عبدالله اليحيى السليم ومن تجربة عملية استمرت عشرين عاماً: تجارنا وعلى مستوى المملكة فيهم الخير والبركة، لكنهم بحاجة إلى من يطرق أبوابهم، وبشرط أن يكون مع من يذهب إليهم دراسة تفصيلية لأي مشروع خيري وفي كراسة بها جميع التكاليف لإقامة المشروع، والأهم هو توفر الثقة والشفافية لدوام العمل الخيري واستمرار دعمه.
وعنيزة لم تكتفِ بخدمة ذوي الاعاقة، لكنها ستفتتح قريباً مشروعها الحضاري والتنموي، وهو "المجمع العلمي" الذي يهتم بتنمية مواهب الطلبة ويحفزهم على حب العلم وتبسيط التقنية وشرحها بأسلوب علمي، ويهتم المركز بالعلوم والرياضيات والصحة والفضاء، وبالطاقة الإحفورية والمتجددة، وبلغت تكلفة إنشائه نحو مئة وخمسين مليون ريال أسهم فيها بعض الميسورين ومنهم شركة الزامل التي استثمرت ما لا يقل عن خمسة وسبعين مليون ريال. ويتكون المجمع من عدة مبانٍ في كل مبنى يجد الطالب والمعلم والباحث ما يرغب من معلومات أو تدريب على رأس العمل، زيارة هذا المرفق المهم وما أوضحه مديره المميز أحمد الشبل يدل على بعد نظر من فكر به ودعمه حتى أصبح على ما هو عليه اليوم.
زيارة مرافق هذا الجمعية وهذا المجمع العلمي تبعث على الأمل والتفاؤل والسعادة، ذلك أنك تدرك ما يتمتع به العاملون فيها من حماس وحب للعمل وتطبيق مبدأ الجودة. وهنا أركز على النقاط الآتية: أولاً. المتقاعدون ثروة لا تقدر بثمن، خصوصاً للعمل الخيري بأنواعه، ذلك أنهم يجمعون بين الخبرة وتقدير الناس لهم، من أمثال الأستاذ عبدالله السليم يوجد كثيرون على مستوى المملكة خدموا في مختلف مرافق الدولة، ومنهم من يؤدي عمله على الكرسي المتحرك بكل تفانٍ وحب، ليكون محل تقدير واحترام الجميع، العمل الخيري مصدر سعادة لا تقدر بثمن.
ثانياً. العمل الخيري ليس لخدمة المحتاجين فقط كذوي الإعاقة والفقراء والأرامل، لكنه مصدر توظيف وتحريك للاقتصاد، فعلى سبيل المثال توظف جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية قرابة الأربع مئة موظف وموظفة، بعضهم من ذوي الإعاقة وبعضهم تم تأهيله في مراكزها. إضافة إلى ما يخلقه من وظائف غير مباشرة وهي أضعاف ما تم توظيفه مباشرة.
ثالثاً. العمل الخيري والوقف لا يجب أن يقتصر على بناء المساجد أو غسيل الكلى، فقوة الأمة ورقيها في الاهتمام بأضعف الفئات لديها من ذوي إعاقة واحتياجات خاصة وكبار سنّ وفقراء، وكل ما يخدم تربية وتعليم الأطفال والطلبة كبناء المرافق العلمية والصحية والرياضية مهما كانت صغيرة، فتأثيرها له فوائد بعيدة المدى. العمل الخيري سيكون أكثر فائدة حين يوجه للخدمات الإنسانية والتعليم والتدريب.
أبارك لأهل عنيزة وأتمنى أن تستفيد بقية مناطق المملكة مما قامت به جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية من خطوات، وأن تبدأ من حيث انتهت هذه الجمعية الناجحة، وهم على أتم الاستعداد وكما ذكر رئيس مجلس إدارتها لتقديم الاستشارة والخبرة لكل من يريد الاستفادة من خبراتهم الطويلة والناجحة.
http://www.alriyadh.com/1874614]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]
