مقارنة بين تجاوزات النصر وبرشلونة

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ما حدث في 21 مارس الجاري مع إدارة نادي النصر السعودي لم يكن مستغرباً، فقد كان هذا الملف محطة في حوار تلفزيوني أجراه، قبل ما يقارب السنة، رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد مازن الكهموس، وأشار فيه إلى أن وزارة الرياضة رفعت إلى الهيئة مجموعة من قضايا الفساد المتعلقة بأندية رياضية، وأنها تراوحت ما بين المصروفات في غير محلها، وتبديد الأموال واستغلال الميزانيات، وأكد أن نتائج التحقيقات فيها ستعلن في الوقت المناسب، والكلام نفسه قاله الأمير عبدالعزيز بن تركي، وزير الرياضة، في تصريح أخير، موضحاً أن وزارته وقفت على أكثر من قضية فساد في الوسط الرياضي، وأنها قامت بإحالتها إلى الهيئة للتحقيق فيها.
القرار الذي صدر عن وزارة الرياضة يمثل نقلة نوعية في دورها المعروف منذ أربعة عقود، والذي لم يخرج عن المصادقة على ما يتفق عليه الرموز والداعمون والشخصيات المؤثرة في الأندية، وهؤلاء هم من يقرر حل مجالس الإدارة أو استبدالها، ويمارسون سلطتهم الخاصة في اختيار أعضائها، ولكن الوظيفة، في الوقت الحالي، انتقلت بكامل تفاصيلها لوزارة الرياضة وحدها، ويأتي حل إدارة الدكتور صفوان السويكت كمثال.
تجاوزات رؤساء الأندية معتادة حول العالم، وقبل السويكت، حكم على رئيس نادي برشلونة خوسيه لويس نونيز، بالسجن لمدة سنتين، والسبب تبديده 16 مليون دولار من أموال النادي، وخوسيه يعتبر الرئيس الذهبي لبرشلونة، فقد ترأسه لأكثر من 22 سنة، وحقق معه جملة من الألقاب أهمها دوري أبطال أوروبا.
أخطاء كرة القدم السعودية محدودة اذا ما قورنت بغيرها، ويوجد في بعض الدول العربية فساد ممنهج وبنيوي ينتشر في كل مستويات كرة القدم، ويتم فيه شراء ذمم الرياضيين والمسؤولين، وفق قائمة أسعار متداولة، تشمل تسعيرة منح ركلة جزاء، أو ترتيب تعادل بين فريقين، أو شراء بطولة، أو منع فريق من الهبوط للدوري الأقل درجة وقس عليها.
لا أحد يختلف حول أخطاء السويكت، من حيث المبدأ، وتجاوزاته معروفة ولا تحتاج لإعادة، باستثناء إصداره لشيكات من دون رصيد، وهذه في حال ثبوتها تعتبر جريمة جنائية موجبة للتوقيف، وتختص بنظرها الجهات العدلية، وقد تصل عقوبتها إلى الحبس لمدة ثلاث سنوات ودفع غرامة مالية قدرها خمسون ألف ريال، بالإضافة لعدم تجاوبه مع مخاطبات الوزارة ورفع العقود والقوائم المالية المطلوبة منه، ولعل في إحالة المخالفات إلى لجان داخلية في الوزارة ما يشير إلى أن العقوبات ليست نهائية، خصوصا مع وجود ديون على النصر تصل إلى 55 مليون ريال، بعدد تسديد 35 مليون ريال بمعرفة كبير النصراويين الأمير خالد بن فهد بن عبدالعزيز، ومن المستبعد إبراء الذمة المالية للسويكت وإدارته الشكلية، ما لم يسدد أو يسدد عنه، ولا أتصور أن ديونه سترحل للإدارة القادمة.




http://www.alriyadh.com/1876987]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]