لكي لا نواجه الموجة الثانية

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ارتفعت حالات العدوى بفيروس كورونا خلال هذا الأسبوع، وزاد عدد الحالات الحرجة، المؤشرات تتحدث عن احتمالية وقوع موجة ثانية من الوباء بعد شهور من الهدوء النسبي وتراجع نسب الإصابات. ويبدو أن ذاكرتنا القصيرة قد نسيت الألم النفسي الذي تسبب به الحظر ولذلك تراخى البعض في تطبيق الإجراءات الاحترازية.
من يتسببون في ارتفاع معدلات العدوى وتمكين الجائحة بكل ما تحمله من ألم وفقد وفواجع هم أناس لا يجهلون خطورتها، وربما تكون قد واجهت بعضاً منهم ولاحظت أن كثير منهم متعلم ويتمتع بثقافة عالية، لكنهم بكل بساطة أشخاص أنانيون ومستهترون، لا تفلح معهم الحملات التوعوية أو النصح والإرشاد، ولا يردعهم للأسف إلا القوانين والعقوبات.
الموجات الثانية والثالثة حتمية لطالما وجد مثل هؤلاء الأشخاص، هم أشبه بمن يخذلك في اللحظات الحاسمة من المعركة. أن تكون على مشارف النصر ثم يضربك من خلفك على عقبيك ويربك ثباتك وتقدمك.
العاملون في وزارة الصحة وخصوصاً من يتواجد منهم في الصفوف الأمامية يعيشون منذ أكثر من سنة ضغطاً نفسياً هائلاً، والحكومة تضخ مليارات الريالات لتحمي مواطنيها وضيوفها من الوباء، ومن يعيش مع والديه من كبار السن يعاني قلقاً لا يهدأ من تسلل الفيروس لهم. لكن لا شيء من هذه التضحيات يعني شيئاً للمتخاذلين الأنانيين.
الأسابيع المقبلة حرجة وقد تحدد مسارنا المستقبلي مع الوباء. فشهر رمضان المبارك والأعياد هي مواسم للمناسبات الاجتماعية، وبالتالي ترتفع فرص العدوى بشكل كبير، مثل ما حدث مع الدول التي شهدت ارتفاعات مهولة في عدد الإصابات بعد مواسم الإجازات والاحتفالات. ولذلك أعتقد أن من المهم جداً رفع مستوى اليقظة وإعادة تطبيق القوانين الصارمة للحد من التجمعات والمناسبات.
بيئات العمل أيضاً ما زالت تعتبر مكاناً مثالياً لانتقال العدوى خصوصاً مع وجود تجمعات بشرية كبيرة في أماكن محدودة وفي الغالب تغيب الرقابة عن بيئات العمل، وتسقط الكمامات ويضعف التباعد الاجتماعي.
وزارة الصحة مشكورة قامت بحملات توعوية كبيرة لا تكاد تتوقف، لكن أعتقد أن الرسائل التوعوية في بداية الجائحة يجب أن تختلف في رسائلها ومضمونها لتواكب هذه المرحلة، فمن أخذ اللقاح يجب أن يعرف أنه غير محصن إلا بعد مرور مدة معينة من الزمن، إذ إن كثيراً منهم ساهم في نقل العدوى بسبب تهاونه في الإجراءات الاحترازية بعد أخذ اللقاح مباشرة.
الأيام المقبلة حرجة جداً، وستحدد مسار الحرب مع الوباء، خصوصاً وأننا نسابق الزمن لتحصين أكبر قدر من الناس في أقصر وقت ممكن، ومرة أخرى، التعويل على وعي العامة لا يكفي ما لم تدعمه قوانين تطبق بدقة وصرامة.




http://www.alriyadh.com/1877792]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]