ذواكرنا المتحيزة

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png نجفل غالبًا من فكرة العيش في صندوق الذكريات، لا يمكن أن تموت الأشياء بالتذكر، مهما كانت مسافة البعد عن اللحظة، وبالضد يحدث المثل، تتلاشى تمامًا بالتجاهل، حتى مع حداثتها.. لكن كيف نختار ما يبقى وما يغيب؟!
نحتاج لترويض مستمر، بجهد جادٍ وعالٍ، على تعويد ذواكرنا على الاختيارية، اختيار ما نريده أن يثبت، ويكبر، ويمنحنا شعورًا جميلاً، مهما كان عمره.. وما يفترض أن نزيله بالقوة الجبرية، وحذفه للأبد، كأن لم يكن، وكل هذا يتطلب وعيًا كبيرًا، ورغبة حقيقية، وصبرًا طويلًا.
البعض يرى أن فشل القدرة على الفرز، واختيار ما نحتفظ به وما نلغيه من ذكرى؛ يعود بالدرجة الأولى لفكرة عدم القدرة على صنع واقع أفضل، أو محسن عمَّا سبقه على أقل تقدير.. لذلك تسكن الأوقات المنتهية في الحاضر، في محاولة لتطبيق ذكرى قديمة على واقع مختلف، ما يتسبب بحدوث «فجوة»، تختلف أعراضها من شخص لغيره، ويتفق معظمهم على الحنين أو الغضب.
أيضًا، لا بدَّ من الأخذ في الاعتبار وجود «ذاكرة انتقائية»، بعضها دون أي تدخل أو تحكم منا، والبعض الآخر بقدرتنا على الاختيار، الشق الأول مفروض، والثاني مبني على التدريب، حيث تنحاز الذاكرة لوجهات النظر التي نميل لها، والأفكار والدلائل التي تقويها وتفرضها، وهي تساعد بالتأكيد على فكرة الاختيار، الانتقاء الخاص، وتعزيز ما يسكن من لحظات وما يموت.
ونسفًا لكل ما سبق، يقول واسيني الأعرج: «لا ننسى أبدًا.. ولكن، نغمض أعيننا قليلاً كي نستطيع أن نعيش». والسلام..




http://www.alriyadh.com/1877791]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]