التنبّؤ المُتعي

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png الصيف حار لدينا، لكن ليس لدى الكل، ففي الوقت الذي تضطرم فيه عدة مدن عربية بدرجات تتجاوز الأربعين فهناك مدن يبتسم لها الصيف بدرجات حول العشرين، وفي أوقات كهذه يتمنى الكثير من الناس لو عاشوا هناك، لو هاجروا إلى دول أو مدن ذات طبيعة جميلة معتدلة، وهي نظرة شائعة، ليس للطقس فقط، بل لأي شيء يظن الشخص أنه سيزيده سعادة، مثل: "ليتني أشتري السيارة الفلانية، سأعيش في فرحة كل يوم"، أو "كم أرغب في المنزل الفلاني، ستكون حياتي سعيدة"، وهلم جرا.
هذه مغالطة شائعة، حتى إن لها اسماً في علم النفس الاجتماعي وهو "التنبؤ المتعي"، فيتنبأ الشخص بمقدار متعته في مكانٍ آخر أو وقتٍ مستقبلي، يتخيله فيبتهج ظاناً أنه سيظل يشعر بنفس الشعور كل يوم، لكن الأدلة أظهرت خطأ ذلك، ومِن أسهل الطرق أن ننظر للناس الذين يعيشون في المناطق الجميلة والدول المرفهة فنرى أن مقاييس السعادة لديهم ليس فيها شيء خارج عن المألوف، أي أنه طبيعتهم الجميلة وأموالهم وتقنيتهم لم تزدهم سعادة بالضرورة، بل لديهم همومهم ومشاكلهم ولا يستمرون يَسعَدون بالطقس الجميل أو الرواتب العالية أو غير ذلك، سرعان ما يتعود الإنسان على النعمة وتغيب عن تفكيره.
تستطيع أن تستحضر هذه الفكرة بأن تجيب عن السؤال: ما مقدار المتعة التي تعطيكها سيارتك؟ ربما تحب سيارتك وتستمتع بامتلاكها، ومتى تأتيك هذه المتعة؟ الجواب: عندما تفكر فيها، لو كانت سيارتك ممتعة فإن متعتك محصورة فقط بالوقت الذي تقضيه مفكراً فيها، بل حتى لو ركبتها فلن تأتيك منها أي متعة إذا كان بالك مشغولاً بشيء آخر، قل نفس الشيء عن البيت الفاخر والدول الجميلة والسلع الممتعة وغير ذلك، معظم وقتك أنت لا تفكر في هذه الأشياء، بل في أمور المال والعمل والعائلة وما شابه.
فكر في ذلك كلما اعتقدتَ أن شيئاً ما سيجعلك سعيدا طوال الوقت.




http://www.alriyadh.com/1892951]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]