ارتفاع الماء.. الخطر القادم

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في صغري كنت أسمع كثيرا بثقب الأوزون وخطره، وهو اكتشاف أتى في العام 1976م لمّا لاحظ العلماء أن طبقة الأوزون أخذت تنضب بسبب التلوث، خاصة بسبب مادة كلورو فلورو كاربون الآتية من الصناعة، وهذه الطبقة في الغلاف الجوي تمتص الأشعة فوق البنفسجية، وضعف الطبقة سبب نفاذ تلك الأشعة للأرض، ما سبب السرطان وأمراض أخرى، وبعد حملات حكومية وعلمية وشعبية تحاول الحد من تلك المادة والتلوث، وآخر الأبحاث وجدت أن أزمة الأوزون صارت أفضل الآن، بل ربما انحلت المشكلة تماما.
ما يفعله البشر بالكوكب مهول، كمية التلوث التي ننفثها ما تزال تؤثر على عناصر أخرى، وصارت المشكلة الكبرى الآن تغير الطقس "climate change"، ولذلك يصرخ العلماء الآن محذرين من آثارها الكارثية في المستقبل القريب، بل رأينا بعض آثارها اليوم، لكن ما يخيف هو أن مستويات الماء ترتفع حول العالم، وهذا سيصنع عدة أزمات للبشر، منها خسائر ثقافية، فبعض الآثار التاريخية تقع على سواحل الدول، وارتفاع المياه سيغمرها ويدمر تلك الكنوز الثقافية التي لا تقدر بثمن.
والحياة البشرية لن تنجو من هذه التأثيرات، فبعض الجُزُر لن تقدر أن تقاوم، ويُتوقّع أن ثُلث جزر المحيط الهادي سيبتلعها الماء، وهذا أنتج آثاراً أخرى، فبعض سكان أطراف الجُزُر أو الجزر الصغيرة انتقلوا إلى منتصف جزر أكبر، وهذا أخل بالتوازن البيئي وسيجعل بعض الجزر غير قابلة للحياة البشرية بعد فترة.
السياحة ستتأثر أيضا، فالكثير يعشقون الشواطئ الجميلة، لكنها لن تصمد أمام العملاق المائي القادم، ويتوقع علماء أن تتأثر شواطئ أستراليا وولاية فلوريدا وبعض شواطئ الخليج العربي.
ارتفاع منسوب البحار بدأ يسبب فيضانات صغيرة، ليست كارثية لكنها مزعجة، توقف الحركة المرورية، وبعضها بدأ يحيط بالبيوت المقاربة ويفتت أسسها.
تغير الطقس والاحتباس الحراري بدأ يذيب ثلوج القارة الجنوبية المتجمدة، وهذا صار عاملا آخر في ارتفاع مستويات المياه، بالإضافة إلى منطقة غرينلاند والتي بدأت ثلوجها تذوب فإن هذا كله سيرفع مستويات الماء عدة أمتار في القرون القادمة.
هل تعرف ما الأسوأ من هذا كله؟ عكس أزمة الأوزون التي تداركناها وأعدناها لسابق حالها فإن ارتفاع مستوى المياه لا يمكن عكسه، إنها نقطة اللاعودة، هذا ما يجعله ضروريا أن نوقف هذا الارتفاع قبل أن يصل إلى مستويات تجعل الحياة سلسلة مصائب لبشر المستقبل.




http://www.alriyadh.com/1895690]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]