صُناع النكد

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png جلس مسترخياً أمام البحر.. الهدوء يسكن المكان.. الأمواج تطرب الآذان.. نسمات الهواء تلامس جسده بلطف.. الشمس في الأفق البعيد تعانق البحر.. لحظات سعيدة ممزوجة بصفاء ذهن.. أفسدتها رسالة واتس آب تحمل مقطعاً لحادث تفجير.. جثث متفحمة، وأشلاء متناثرة، ودماء سائلة.. حولت حالته من فرح وهناء إلى حزن وبكاء.. وسائل التواصل الاجتماعي اقتحمت خصوصياتنا وأفسدت أوقاتنا وفتحت للسلبيين فضاءً، لا يهنئون إلا بنشر السلبية والمقاطع المؤلمة والإشاعات المغرضة.. ناهيك عن "القروبات" وما تحويه من جدل عقيم لا طائل تحته، يزيد من التهاب الأجواء وصولاً إلى القطيعة والجفاء، وسائل التواصل لا شك أنها رفعت مستوى الوعي والمعرفة، وأصبحت منبراً لتبادل الآراء والأفكار ونمت مهارة التحاور الفعال، لكن الإفراط في استخدامها له سلبيات كثيرة، التدفقات المعلوماتية والرسائل الخاصة والجماعية والصور والفيديوهات وما تحتويه من أفكارٍ متعددة وسلوكياتٍ غريبة ومعلوماتٍ مغلوطة وإشاعاتٍ مغرضة وتهويل للأحداث وتشكيك في الثوابت والمسلمات، سوف يستقبلها العقل ويحولها إلى مستقبلات المخ لتخزنها في العقل الباطن ومع مرور الزمن سوف تؤثر على المشاعر والأفكار، والغرائز والرغبات، وتغيير القناعات، وقد تصل إلى مشكلة اضطراب الشخصية، والتأثير على الحالة النفسية.
ضغوطات الحياة كثيرة وصُناع النكد أفسدوا بهجتنا وسائل التواصل منحتهم المجال للوصول إلينا والتنكيد علينا، ولكنها أعطتنا خاصية التخلص منهم بالحظر وعدم المتابعة، علينا أن نُفعلها ونبعدهم عن حياتنا ونحيط أنفسنا بأشخاص إيجابيين يجعلوننا نشعر بالرضا، ويدخلون السعادة في نفوسنا والمعلومة المفيدة في عقولنا.




http://www.alriyadh.com/1900845]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]