الكلوب هاوس ومناديب إبليس
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png مساحة صوت تتسع، وتضيق بأصوات متفرقة.. هذا التطبيق "كلوب هاوس" صنع مساحات بل غرفاً وحجرات ترتمي فيها الحظوظ "الردية"، أناس من هنا وهناك يجتمعون بتفرق، ويتفرقون باجتماع.
غرف معظمها تترصع بعناوين التفاهة، وعلامات التغفيل، ووسوم ملونة، ومسميات عجيبة يدور فيها كل غثاء.. إلحاد.. شذوذ.. إنكار للذات.. تشكيك في الدين.. غرابيل سياسية.. حملات إثارة.. نوايا سوداء.. ظنون خائبة.
الشياطين مناديب إبليس يكمنون في بعض غرف الكلوب هاوس، يحاولون الصيد في الماء المتعكر، ويلوثون أجواء النقاء.. تجتمع مجموعة منهم، تفتح غرفة مظلمة بالأحقاد، تجتهد بتوجيه محتواها نحو التظليل والتشويه، واستقطاب آراء الفوضى والعدم، يخططون لصنع مساحة من الصراع المؤدلج ليصلوا إلى منتهى الضلال، ويحققوا مآرب السوء بأنواعها.
أعداد لا تذكر يعتاشون على الريبة والاستغفال، يجدون أن تلك الغرف فرصة عظيمة لهم في توريط العلاقات بين الناس، والسير إلى اتجاه أعظم في فتح المجال للنيل من الكيانات والدول والشخصيات، فيقترحون موضوعاً بعنوان ممسوخ يثيرون أهل النوايا لطرح جدلهم الفارغ بمنحهم تلك المساحة، فيجترون كلام الإساءة على الدول بالذات، ومحاولة ضرب الشعوب ببعضها، وتعزيز فلسفة الشخصنة بتأجيج الموضوعات الكبيرة بين تلك العقول الصغيرة، وثرثرة في السياسة وأعماقها ترمي على عقول البسطاء ليشاركوا حفلات الشقاق.
تعجب لمثل أولئك من صانعي المأساة ومحترفي الأجندات، يقطنون في نزل بائسة ببلاد الهجرة ويأبون إلا أن يفتحوا موضوعات جدلية وبالذات سياسية تشيطن دولاً وأشخاصاً وهم رقود على جنوبهم.
في واقع الأمر إذا نظرنا إلى هذا الكم الهائل من الأطروحات على منصة "الكلوب هاوس" نتمكن من معرفة الحالة التواصلية التي يعيشها البعض الحاقن، ونفسر نفسياتهم التي يستغلها المتحركون نحو الارتزاق السياسي، لا يقبلون إلا آراءهم، ولا يلتزمون إلا بقناعاتهم ليس إلا لأنهم يريدون النيل من مجتمعاتنا، ومد أشراك التحزب والتناكف والتخالف، ليحمل كل مشارك في هذه الغرفة أفكاراً وصوراً مزعجة عما سمعه وقاله.
تتساءل ما الدوافع؟ تدرك حينها أن حركات الفساد والإفساد مستوطنة في هذا الكلوب، بعضهم تم استخدامه أو وافقت طقوسه ما يدور في تلك الغرف.
ويبقى القول: كل منصة تواصلية تحمل في طياتها الخير والشر على نحو سواء، ونحن من نملأ تلك المساحات بالفضائل أو الرذائل، وكل شخص مسؤول عما يختار ويقول ويفعل، وعلى المتأمل العاقل ألا يكون مندوباً عن إبليس، ويبتعد عن الجانب الخادع الشرير في مثل تلك المنصة، ويتجاهل الجدل الفارغ في موضوعات أكبر من أن تناقش في مثل تلك "الرومات"، وليتجنب الخوض في غرف الإساءات للدين والوطن والمجتمع والقيم، أو مشاركة المهمشين أو مثيري الفتن بين البلدان، وليصنع قيمته من وعيه وفهمه مع من يشاركه.
http://www.alriyadh.com/1904742]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]