جائزة الأداء المميز للوالدة

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png جاء في الأخبار أن المواطن بدر الحميدي يعمل في المؤسسة العامة لتحلية المياه منذ 23 عاما، حين حصل على جائزة العامل المثالي 2021، احتفل بالجائزة مع والدته التي كانت على السرير الأبيض في المستشفى لأنه أراد إدخال الفرح والسعادة إلى قلبها.
تفاعل معه وزير البيئة والمياه والزراعة الأستاذ عبدالرحمن الفضلي تقديرا لبره بوالدته وتميزه في العمل، وهذه لفتة جميلة ومشاركة داعمة من رئيس الجهاز.
ما أجمل التقدير، تقدير الابن لوالدته، وتقدير المؤسسة للموظف المتميز. الأول تقدير حب ووفاء وامتنان، والثاني تقدير إداري للأداء المتميز وفق معايير مهنية توفر بيئة عمل محفزة تشجع الموظفين على التنافس البناء.
حب الوالدين لأبنائهم ليس له شروط، وحب الأبناء لوالديهم ليس مقيدا بالاحتياجات المادية. التعبير عن الحب يأتي بأشكال متعددة قد لا يكون من بينها كلمة (أحبك) وإذا نظرنا للواقع نجد أن الحب داخل الأسرة أقوى من تلك الكلمة. الحب في بعض الأسر ممارسات وليس كلمات.
نلمس الحب داخل الأسرة في الاحترام والتقدير ومراعاه المشاعر والتعاون والتعاطف والامتنان والتسامح. التعبير عن الحب بالكلمات شيء جميل ويكون أجمل حين يترجم إلى ممارسات. الأم تتدفق حبا، عطاء بلا حدود، سحابة تمطر الأمن والعطف، معين حنان لا ينضب، كل ذلك وقد لا تنطق بكلمة (أحبكم).
لقد صدق الأخ بدر حين أراد ادخال الفرح إلى قلب أمه بعد حصوله على جائزة التميز لأن فرح الأم بنجاح أبنائها لا يعادله أي فرح آخر. هذا النجاح هو مصدر سعادة الأم، هو الشيء الذي تنتظره مقابل عطاء بلا
حدود، هو تعبير صادق عن حب الأبناء حتى بدون النطق بكلمة (أحبك يا أمي).
قلنا إن جائزة الأداء المتميز في بيئة العمل تتحقق وفق معايير مهنية، أما أداء الأم فهو جائزة بحد ذاته، هو نعمة من الله. أداء الأم لا يخضع للمعايير لأنه حب والحب لا يقاس بالمعايير من أي نوع.
المهم هو ألا نسمح لوسائل الاتصالات الحديثة أو ما يسمى وسائل التواصل أن تتحول إلى وسائل تباعد. مؤلم أن نفوض هذه الوسائل لتعبر عن حبنا، مؤلم أن يكون الحب عن بعد.




http://www.alriyadh.com/1905892]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]