توطين الإعلام هدف ومسؤولية
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يدرك الكثير أن سوق الإعلان والإعلام والعلاقات العامة مختطف ومغتص منافسة شرسة استطاعت مؤسسات غير وطنية ودخيلة احتكار سوقنا، واختراقنا ثم السيطرة على السوق المحلي، وأقصت مؤسسات وطنية، وأزاحت كل منافس يريد الاستفادة من ذلك السوق.
حيث رأينا أن مؤسسات للدعاية والإعلان، وقنوات تلفزيونية، وصحفاً ورقية وإلكترونية، ومواقع وسائل تواصل، وشركات علاقات عامة تدار من الخارج أحياناً انتزعت حصصاً مالية ضخمة تبلغ المليارات، واستحوذت على مناشط متعددة، ونفذت مشروعات إعلامية وإعلانية هائلة.. وبقي الإعلامي المواطن بعيداً.
واليوم نستبشر خيرا بصدور قرار وزاري يقضي بتوطين مهن التسويق بنسبة (%30) على المنشآت التي يعمل بها 5 عاملين فأكثر في مهن التسويق، وقد تضمن الدليل الإجرائي الخاص بتوطين مهن التسويق على السعوديين مهن مدير واختصاصي تسويق، ومدير الدعاية والعلاقات العامة، وخبير مبيعات تسويق، ومصمم دعاية وإعلان، ومصور فوتوغرافي للإعلانات التجارية.
هنا شعرت أن هناك مايفوتنا في مهن ضرورية لعلها تأخذ فرصها في التوطين كاملا وهي الفرص الإعلامية ومهنها المتعلقة بها في القنوات والإذاعات الداخلية والخارجية المحسوبة علينا.
فحين بدأ الإعلام في بلادنا يتأسس مؤكد أننا استعنا بالخبرات المختلفة من بلدان متعددة ساهمت معنا في إنجاز المنتج الإعلامي في وقته، وساعدت على التدريب، والتوجيه الإعلامي حتى أخذنا زمام الأمور بعد إنشاء الأقسام والكليات الإعلامية في الجامعات، وكان الاستقطاب كبيراً، والمنتج أكبر.
كون الإعلام مرتبطاً بتأسيس البناء والوعي، ليس بالقضايا المجتمعية فحسب بل هو شريك سياسي، واقتصادي، وأحد أطراف القوى الناعمة التي تستثمرها البلدان المختلفة، فذلك يجعلنا أكثر حرصاً وإقداماً على مسألة التوطين، والإحلال للإعلامي السعودي.. حيث يتوقع المتابع أن قطاعي الإعلام والاتصال يريان ضرورة التوطين الكامل من الكتابة إلى الإنتاج والتنفيذ والتقنية.
وحين نرى أن أقساماً يتخرج منها آلاف في مسارات إعلامية مختلفة يمكنهم أن يحملوا على عاتقهم مع الخبرات الموجودة صناعة إعلام خالٍ من الشركاء والمتسترين الذين لا ينتمون إلينا في هذا الوقت.. وكذلك نرى أن مواطنين يمارسون العمل الإعلامي في قنواته المتعددة، وأظهروا مهنية عالية في العمل الإعلامي. وأصبح الإعلاميون السعوديون ثقات في تقديم المنتج الإعلامي السعودي بكل يسر وسهولة. ولكن لانراهم في مؤسسات وقنوات تجارية تحسب علينا خارجياً، حيث نجد أن العنصر الأجنبي يمثل روحها، ومسارها، وموجهها.
ومن منطلق رؤية 2030 الطموحة والمعتبرة التي منحت المواطن الثقة بالمشاركة في التنمية والإنتاج والاستثمار فعلينا صناعة إعلامنا وإعلاناتنا وفعالياتنا عبر توطين الوظائف الإعلامية وعودة السوق الإعلاني كاملاً إلى المنفّذ المحلي السعودي ومؤسساته، ومنحه الثقة والعزيمة ودفعه للإنتاج بجودة وكفاءة عالية، ومراقبة، ومحاسبة، وإحلال السعوديين عنهم في القنوات التجارية التي تبث من خارج المملكة، ومنح الفرص الكبرى للمال والإنتاج السعودي الذي سيعود علينا بكل فائدة، ويضمن انضباط العمل الإعلامي والإعلاني وحتى السياسي، والتخلص من سطوة التأثير التسويقي الخارجي وتبدد أموالنا المصروفة على الإعلان والعلاقات العامة خارجاً.
ويبقى القول: توطين الإعلام بعد توطين التسويق والعلاقات العامة نتمنى أن يكون هدفاً ومسؤولية وطنية للدولة والمؤسسات الإعلامية الخاصة أن يبدأ بخطوات واضحة وجادة تهدف إلى إيجاد جيل جديد من الإعلاميين الشباب الذين سوف يحملون الراية مستقبلا ويمضون خطوات في طريق إيجاد إعلام سعودي باهر.
http://www.alriyadh.com/1915125]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]