أحجار كريمة ضائعة

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في أفلام الكارتون القديمة مثل "بغز بني" شيء يُسمى "هجمات الذهب"، وهي عندما يسمع الناس أن شخصاً وَجَدَ ذهباً في مكانٍ ما، حينها يهبون جميعاً و"يهجمون" على المنطقة، يقطعون لذلك المسافات الطويلة إما بأرجلهم أو على دوابهم، تبدو خيالاً طريفاً لكنها حقيقة، وقصة اكتشاف أول منجم ذهب في أمريكا غريبة، فالذي حصل أن شاباً كان يتنزه في مزرعة أبيه في ولاية كارولاينا الشمالية وارتطمت قدمه بشيء، ولما التفت رأى حجرة صفراء وزنها 8 كيلوغرامات، فحملها واتّخذها عتبة لبابهم وظلت هذه القطعة هكذا لمدة ثلاث سنين حتى رآها صائغ ذات مرة واندهش. اتجه الصائغ نحو الشاب وعرض عليه شراء الحجر الأصفر، ولأن الشاب ليس لديه أي خبرة في المعادن النفيسة فقد طلب من الصائغ مبلغ ثلاثة دولارات ونصف، ولم يعلم أن قيمتها الحقيقية ثلاثة آلاف وستمائة دولار، وهو اليوم يوازي أكثر من 300 ألف ريال.
في العام 1828م اكتشف أحدهم ذهباً في ولاية جورجيا، فقفزت الجموع لاهثة وراء البريق الأصفر وبدأ سباق محموم لتنظيف تلك المنطقة من كنوزها حتى نفدت بعد 15 سنة، وهكذا كانت هجمات الذهب: يعثر أحدهم على ذهب، مهما حاول كتم الأمر لا ينجح، ينتشر الخبر، تزدحم المنطقة بالناس حتى يقضون على الذهب، وهَلُمَّ جَرّاً. مشكلة هذه الهجمات أن أهلها جاهلون في المعادن النفيسة والأحجار الكريمة، ففي إحدى هجمات الذهب في ولاية مونتانا العام 1878م هبط ألف رجل بمعاولهم وحميرهم على أرض ووجدوا القليل من الذهب، ولكنه نفد بعد ثلاث سنين وتركوا المنطقة. ما فاتهم هو أنهم لما كانوا ينقبون بفؤوسهم وجدوا حصىً أزرق لفت انتباههم قليلاً ثم أهملوه. ما كان ذلك يا ترى؟ إنه الياقوت الأزرق. حجر كريم نفيس، وياقوت تلك المنطقة من أفخر وأغلى الأنواع.
فاتتهم هذه الثروة الطائلة، وتبخر ذهبهم، وأما ذاك المنجم فمازال إلى اليوم وهو يُدِرُّ الياقوت الفاخر.




http://www.alriyadh.com/1916980]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]