النقد الإدراكي

http://www.alriyadh.com/media/thumb/...c934460bd8.jpg قامت علوم اللغة الإدراكية على التزامين قال بهما الإدراكي جورج لايكوف عام 1990، وهما في غاية الأهمية عند تأملهما: الأول: الالتزام بالتعميم: وهو الالتزام بتوصيف المبادئ العامة المسؤولة عن جميع جوانب اللغة البشرية. الثاني: الالتزام الإدراكي: وهو الالتزام بالمبادئ العامة المشتركة بين جميع البشر، ومنها المبادئ الفلسفية والنفسية والاجتماعية، كذلك الذكاء الصناعي والأعصاب، ويتم التوصل لها عن طريق اللغة. من المبادئ الكبرى الإدراكية؛ عدم التصنيف لصعوبته واستحالة إثباته، فلا مجال لتصنيف معياري حِدي للبشر، سواء في رغباتهم أو أفكارهم، ولا نستطيع أن نجعلهم في قوالب جاهزة فكرية وأيديولوجية ثابتة، بل هم كالزئبق الذي سرعان ما يتحول من حال إلى حال ومن فكر إلى فكر حسب الموقف، والتصنيف يكون فقط في العموم لا في الخصوص، أي؛ أصنف فلاناً عموماً أنه من هذا الفكر مع علمي أنه قد يوافق فكرًا مخالفًا في مواقف معينة، وهذه القاعدة الإدراكية مهمة جدًا للتعامل مع الخطابات الأيديولوجية أثناء تحليلها، ومهمة كذلك أثناء التعامل المباشر مع الأشخاص، فكثير ممن نعرفهم نجدهم وكأنهم عدة أشخاص في جسد واحد، والسبب في هذا تغير المواقف التي تجعل الإدراك متنقلاً. تعمل الاستعارة على تنويع المعنى وتوسيع مفاهيمه وجعله قابلًا للفائدة من عدة أطراف متضادة فكريًا، فتجد المفهوم الواحد يؤمن به الماركسي والرأسمالي، لكن تأويله عند الاثنين مختلف لاختلاف الاستعارة التي بُني عليها التأويل، وهذا يجعل النقد ضرورة معرفية لكشف هذه التفاصيل التداولية وجعلها منقادة للتطويع المفهومي لآليات النقد، ثم لإدارة السلطة المشرفة على الساحة التداولية للأفكار، وكل هذا سيعمل على ضبط العقد الاجتماعي وجعله قابلًا للإمساك والانضباط، وبعيداً عن الصراع الهمجي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى إشكالات قد تنتهي إلى العنف. النقد هو وسيلة معرفية للوصول إلى كُنه العمليات الإدراكية، وليس نزهة مشتاق يقوم بها متطفل على الحس المشترك.




http://www.alriyadh.com/1916940]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]