خيبة الاستعجال

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png البريطاني مايكل كارول عَمِلَ قَمّاماً يجمع النفايات من الشارع، ووضعه المالي سيئ. اشترى عام 2002م بطاقة يانصيب، وصُدِم لما فازت وحصل على 9 ملايين دولار أمريكي، فقال إنه لن يضيع مالَه ولن يشتري غير بيتٍ صغير بجانب النهر ليصيد السمك، لكن لم يكفِه هذا فيما يبدو، فاشترى سيارة فاخرة، ثم أخرى، ثم اشترى 5 كلاب ضخمة، ثم أخذ يصرف ماله يمنة ويسرة على المخدرات والجواهر والقمار حتى أفلس، وما هي إلا سنوات معدودة حتى عاد يكنس شوارع بريطانيا من جديد.
قصة مايكل تتكرر كثيراً خاصة بين المتعجّلين. أثناء الطفولة يستعجل الإنسان كل شيء، فإذا رأى لعبة أو حلوى أرادها فوراً وفي تلك اللحظة، وإذا حُرِمَها بكى. لكن بعض الناس لا يتخلى عن هذه الخصلة السيئة، في دراسة صُنِعَت عام 1972م أخذ باحثون بعض الأطفال المتطوعين ووضعوهم في غرفة فيها طبق من الحلوى وأنبؤوهم أنهم يستطيعون أكل الحلوى فوراً إذا أرادوا، أو يمكنهم أن ينتظروا ليحصلوا على شوكولا ألذ، ثم انسحبوا من الغرفة وراقبوا الأطفال عن بُعد ورأوهم وقد افترقوا إلى فريقين، فريقٌ انقضَّ على الحلوى وفريق جاهد نفسه وصبر عنها لينال الشوكولا الفاخرة، وكانت تجربة شيقة وشهيرة، وقادت إلى تجربة أكبر قام بها باحثون عام 2011م أرادوا فيها قياس نفس الفكرة، فأخذوا متطوعين -كِبار هذه المرة– ممن كان مالُهم بين القليل إلى المتوسط، وأعطوهم استبياناً عن دَخْلهم وضرائبهم وكان فيه سؤال يخيّرهم بين أن يحصلوا على إعفاءات من الضرائب فورية لكن صغيرة، وبين أن تكون الإعفاءات متأخرة وكبيرة، وأخذوا إذناً منهم أن يدْرسوا تاريخهم المالي، فكانت النتيجة أن أصحاب الدخل السيئ والديون الكثيرة والمشكلات المالية هم أكثر من اختار المال الفوري، وأظهرت التجربة أن هناك رابطاً بين من يستعجلون طيباتهم وأرزاقهم وبين الفشل المالي وسوء إدارة الرزق.




http://www.alriyadh.com/1917789]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]