التذاكي

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يحاول بعض السياسيين والإعلاميين اللبنانيين اختزال قضية لبنان مع المملكة في تصريح وزير الإعلام أو وزير الخارجية.. هذا نوع من التذاكي المكشوف والهروب من مواجهة أزمة لبنان الحقيقية المتمثلة في اختطافه من محيطه العربي، وفقدان سيادته واستقلاليته، ثم يبلغ التذاكي أعلى مستوياته فيحاول الفكر المسيطر عليه شيطنة المملكة وجعلها في موقف المبتز أو المعتدي، هذا الهروب من أساس القضية وتركيز الأضواء الإعلامية على جزئيات هو أسلوب معروف ومكشوف لأنه يركز على أعراض المرض وليس على معالجة المرض، هو أسلوب لا يحل الأزمات ولكنه يعمل على استمرارها، وهو ما تفعله بعض الدول ومنها إسرائيل التي استطاعت بآلتها الإعلامية المدعومة توجيه الرأي لعام الدولي إلى تفريعات أنست العالم القضية الأساسية.
في لبنان ينشأ جدل يستمر لسنة أو أكثر حول تشكيل الحكومة، ثم يصبح التوصل إلى تشكيلها هو الإنجاز العظيم. أما الأزمة نفسها وما يرتبط بها من مشكلات يعاني منها المواطن اللبناني وعلى رأسها قضية الأمن والحياة الكريمة والسيادة فهي أزمة مستمرة لوجود دويلة مسلحة داخل دولة تحكم البلد بقوة السلاح والأعمال الإرهابية.
هذه الحالة اللبنانية ليست جديدة، الجديد فيها أن بعض المسؤولين والإعلاميين في لبنان لا يرون مشكلة في أن يحاربوا بلادنا بالصواريخ والمخدرات وأن نستمر في دعمهم! ولهذا يختزلون (أزمة لبنان) في تصريحات يمكن التراجع أو الاعتذار عنها!
ألا يذكرنا ذلك بالمقولة المشهورة: "تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، وتخدع بعض الناس كل الوقت، ولكن لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت".
المتذاكي على مستوى الأفراد والدول يشعر بالتفوق والغرور وهو شعور وهمي سرعان ما يفضحه الواقع الذي لا يتغير بالتصريحات والأقوال، وإنما بالأفعال.




http://www.alriyadh.com/1918854]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]