العنف التواصلي

http://www.alriyadh.com/media/thumb/...f1727d0d5e.jpg العنف صفة جوهرية في صاحبها، تلازمه أين ما حل، ويبقى متلبسًا بها أو هي متلبسة به مهما حاول الفكاك عنها، وقد لا يرغب هجرها لأنها تحقق منافع كبيرة له! تجد المعنِف متطرفًا في الدين والرياضة والسياسة والاقتصاد، بل حتى في الإلحاد والحب والكره، فالعنف كما ذكرت لك آنفًا جوهر لا ينفك عن صاحبه. يبدو أن مواقع التواصل قد رفعت نسبة العنف حتى بات صفة اجتماعية، فلا تكاد تجد من لا يتصف بالعنف، وما عليك إلا أن تتبعه كي تعرف مواطن تطرفه، فقد يظهر عنفه في شدة اعتزاله عن غيره!
كان ماركس يرى أن رأس المال سيحكم السيطرة على وسائل الإنتاج ليستغل العمال ويُطرز هذا بتأويلات تدعم مصلحته، ثم تبدأ مرحلة سحق العمال من أنويتهم وتحولهم إلى مجرد ”آلات“ لتحقيق مصلحة رب العمل، وهذا ما سيؤدي إلى ضرورة التغيير بالثورة، وهذه السردية هي مكمن الخطأ الذي وقع فيه ماركس والذي توقع أن نهاية التاريخ ستكون عليه، فلم يتنبه إلى ما ستنتجه الثورة الصناعية الثانية، ناهيك عن ثورة الرقمنة المعاصرة، وكل ذلك داخل في العنف الاقتصادي الذي يلغي الفرد من أجل الفرد، فهل نستطيع أن نحكم على التقدم التكنولوجي بأنه نوع من العنف الحضاري الذي يحاول تحويل الإنسان إلى أداة طيعة في يد الصانع لها؟
وهل الإنسان المعاصر مجرد تابع يتغنى بالحرية لكنه لا يعرفها؟ وهل هذا الواقع سيجعل الإنسان يتخلى عن بيولوجيته كما توقع الداروينيون الجدد؟ هذه تساؤلات تحتاج إلى بسط الحديث عنها، ولعل ذلك يبدأ في المقالة القادمة.




http://www.alriyadh.com/1920789]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]