أنا وأولادي

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png عنوان هذا المقال هو عنوان كتاب تربوي من تأليف الأستاذ سعود بن ساطي السويهري، صدر في 2021 عن دار إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع.
يتضمن الكتاب تسعة فصول، تطرقت إلى طريقة وأسلوب التربية والنشأة ابتداء من أهم وأبرز الطرق التربوية في القرآن الكريم. كما تضمن الكتاب حديثاً عن نظريات علم النفس في التربية، وخصائص الأبناء النمائية، وأبرز وأفضل الطرق التربوية الحديثة، ودور الإعلام في التربية بما فيها وسائل التواصل المختلفة، التي –وفق رأي المؤلف- تشاركنا التربية شئنا أم أبينا.
يتطرق المؤلف إلى تأثير برامج في القنوات الفضائية العربية تحت عنوان "التحريض على العنف"، ويستشهد بدراسة اجتماعية أعدها المجلس الوطني لشؤون الأسرة في الأردن عام 2017، تشير إلى أن ذروة المشاهدة في الفترة المسائية تعرض خلالها مشاهد عنيفة بمعدل خمسة مشاهد في الساعة، الدراسة تؤكد أن للعنف المتلفز تأثيرات كثيرة على شخصية الطفل ومستقبله، وأن الطفل المشاهد للتلفاز من دون رقابة أو انتقائية يصبح أقل إحساساً بآلام الآخرين ومعاناتهم، وأكثر رهبة وخشية للمجتمع المحيط به، وأشد ميلاً إلى ممارسة السلوك العدواني.
يشير المؤلف أيضاً إلى الآثار السلبية لمشاهدة أفلام الكرتون لفترات طويلة من دون رقابة، منها: الخمول والكسل، وقلة النوم، وزيادة الوزن، والإفراط في تناول الطعام، وضعف الأداء الدراسي، وإعاقة تطور قدرات الطفل الذهنية والحركية، ومشكلات في النظر، وخلط الواقع بالخيال.
لن نختلف مع المؤلف في الآثار السلبية لمشاهد العنف على الأطفال، أما أفلام الكرتون فليست كلها سلبية إلا إذا كانت تحتوي على مشاهد عنف أو كراهية أو عنصرية، المشكلة الآن تخطت أفلام الكرتون، حيث أصبحت وسائل التواصل بكل تفرعاتها ومحتوياتها الجيدة والسيئة في متناول الأطفال، وكذلك الأفلام والمسلسلات التي يتضمن بعضها على عنف لفظي وبدني ومشاهد قتل ودمار، وكلمات بذيئة، الأخطر والأسوأ تلك الألعاب الإلكترونية المدمرة التي تجعلنا نحتفي ونحتفل بأفلام الكرتون.
ما الحل؟ في مقال بعنوان "الإعلام والطفل" بقلم الأستاذ عمر بن عبدالرحمن الشدي بجريدة اليوم، يقترح الكاتب أن تكون لوسائل الإعلام المحلية قنوات تحاكي الطفل وتقوده لبر الأمان بطريقة ذكية لا تقيده ولا توجهه مباشرة بل تطرح له الوجهة بشكل مقبول غير مباشر، ويقترح وجود قناة تلفزيونية سعودية للأطفال تحاكي هذا الأسلوب.
نعود إلى كتاب "أنا وأولادي"، فهو كتاب يستحق القراءة وهو يهم الأسرة، ومؤسسات التربية والتعليم، ووزارة الإعلام لما يتضمنه من محتوى تربوي يستشهد بالقرآن الكريم، وكذلك بالدراسات ونظريات علم النفس.
هذه قضية اجتماعية وتربوية، ومسؤولية لا تخص الإعلام فقط، فهي قضية متكاملة تخص مؤسسات المجتمع كافة وفي مقدمتها مؤسسات التربية والتعليم.




http://www.alriyadh.com/1927007]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]