التضخم أو الأداء

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png منذ بداية الأزمة ووباء كورونا أصبح المسيطر على كل مفاصل التغيرات والتحولات الاقتصادية، ولعل ما قامت به البنوك المركزية خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا وحتى الصين، ركز على الإنعاش الاقتصادي والضخ المالي الضخم ومنح تسهيلات للشركات ودعمها، وهذا ما انعكس على أسواق المال لديها، وارتفع السوق الأمريكي خلال العام 2021 بما يقارب 22 %، والأسواق الأوروبية ومعظم الأسواق في العالم، والسؤال المطروح هنا، هل ارتفاع الأسواق المالية والأسعار للشركات مربوط بضخ سيولة البنوك المركزية في الدول الكبرى اقتصاديا، أم هو مرتبط بالنتائج المالية للشركات وأنها تستحق هذا الارتفاعات؟.
برأيي الشخصي - القابل للصواب والخطأ - أن ارتفاع أسواق المال جاء بعاملين أساسيين أولها، قوة السيولة المتوفرة، وعودة الاقتصاد بعد جائحة كورونا وانفتاح الاقتصادي المتدرج رغم عثرات التي تسببها التحورات، ولكن ظلت الأسواق مستمرة في الأداء الجيد، بقوة الطلب العالمي على السلع والخدمات، وحتى أن الإغلاقات ساهمت - لبعض القطاعات - بالنمو وتحقيق نتائج كبيرة ماليا، وأن السيولة التي تضخ في الاقتصاد وفرت سيولة عالية في الاقتصاديات ساهمت في رفع الأسواق المالية كملاذ لهذه السيولة وقناة استثمار، حتى أن العالم بدأ يجد قناعة لحد كبير حول قبول عوائد 2 % أقل أو أكثر قليل، في ظل أسواق صاعدة حتى الآن رغم كثرة الحديث عن تصحيحات بهذه الأسواق الدولية، والمهم هنا أين ستذهب هذه السيولة في ظل ضخ مستمر رغم تقنين هذا الضخ الآن، وأسعار فائدة للعام الحالي تتجه للرفع لضبط التضخم، فهو التحدي الأكبر والمصاعب الأشد؟
"التضخم" الذي يأتي مضادا للنمو الاقتصادي، للمحافظة على النمو لا بد من ضبط التضخم الذي يلقي بظلاله على الاقتصادات، فارتفاعها يعني مزيدا من ضعف النمو أو الحد منه، وهذا ما يمثل تحديا كبيرا، وجعل البنوك المركزية تعمل على الحد من ضخ السيولة ولكنها أمام تحدي الرغبة في النمو.
العام 2022 سيكون عام التذبذبات المستمرة في الأسواق الدولية، عام ضبط التضخم وكيف سيتم، عام السيولة العالية في الاقتصادية والعمل على ضبطها وخلق التوازن بمزيد من الشراء للأصول للحد منها، بعودة الحياة لطبيعتها والحديث عن أن كورونا سيكون نهايته عام 2022 وتحوله إلى ما يشبه الأنفلونزا الموسمية كما ينشر من تقارير لا يعرف إلى أي مدى ستكون صحيحة، وكل شيء محتمل، ولكن الأصعب كما نرى أصبح خلفنا بما يخص كورونا، وبقي تحدي العالم "التضخم" وأداء الأسواق المالي الجيد في ظل هذه الظروف، تحديات سنراها في العام 2022.




http://www.alriyadh.com/1927491]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]