-
في ذكرى طه حسين!
http://www.alriyadh.com/media/thumb/...0fcd73b85c.jpg يمثل طه حسين مدرسة في أسلوبه ناهيك عن فكره العميق، وتحليله البديع للنصوص والأفكار، ويمكن جعل أعماله في قائمة الريادة عربياً لأنها أسست كثيرًا من الأفكار المطروحة في طريق ثقافتنا العربية المعاصرة. قراءة كتب طه حسين مهمة لكل ناقد ومثقف، وقراءتها ستكون مدخلاً عظيماً لفهم الثقافة العربية، لأن طه قارئ نهم للأدب والتاريخ والثقافة العربية القديمة، وخبير بالواقع العربي المعاصر، وفاهم للحضارة الأوربية المعاصرة فهو خريج السوربون، ومطلع بدقة على الثقافة الإغريقية لأن أطروحته كانت عنها، فهو جامع لكل هذا ناهيك عن العلوم التي تلقاها عند علماء الدين، ومجلسه الذي يرتاده أصحاب الشأن وعامة الناس، وستجد حمولة ما سبق تبدو واضحة بين سطور كتاباته الجميلة.
ستجد في نصوص طه حسين فكرًا شموليًا، بنيته عربية، ودلالته فرنسية، وتراكيبه الاستعارية إغريقية، ولعل هذه الموسوعية جعلته مستهدفًا من بعض الفرق والمدارس التي لم تكن معتادة على هذا الأسلوب الذي يعج بـ»الاستعارة المفهومية»، وهو ذات الأسلوب الذي كان عند الجاحظ؛ الجاحظ الذي استفاد من الإغريق والرومان والفرس والعرب الأقحاح وغيرهم من المشارب ثم جعلها كلها في كتابة واحدة مازالت حية بيننا. ليست هذه الكلمات مدحًا ولا ذمًا لطه حسين، لكنها دعوة للاستفادة من طريقته الموسوعية في الكتابة وهي في ظني أكثر ما نحتاج إليه في درسنا المعرفي الحالي.
http://www.alriyadh.com/1932097]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]